صرح أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، بأنه لن يكون هناك تلقيح واسع النطاق ضد كورونا قبل الربع الثاني أو الثالث من العام المقبل، ولكنه لفت إلى أن معرفة ما إذا كان هناك لقاح آمن وفعال ستكون نهاية نوفمبر أو مطلع ديسمبر. وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "يبقى السؤال المهم هو كيفية توزيع اللقاح على من يحتاجون إليه في أسرع وقت ممكن، وبالتأكيد لن يكون لدينا في ديسمبر لقاحات تكفي للجميع، وسيتعين علينا الانتظار لعدة أشهر في 2021". وأشار إلى أن التلقيح سيبدأ على الأرجح بالعاملين في المجال الصحي ومن هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات من جراء الإصابة بكورونا. وأضاف: "من المرجح جداً ألا يحدث تلقيح قطاع واسع من السكان، بحيث يكون له تأثير كبير على ديناميكية الجائحة، قبل الربع الثاني أو الثالث من العام القادم". من ناحيتها، تستعد الحكومة الإسبانية لإعلان حالة طوارئ صحية جديدة لتتمكن من فرض حظر تجول في بعض المناطق في البلاد في واحدة من الدول التي ضربتها جائحة كوفيد- 19 بقوة. كل الإجراءات الضرورية طلبت تسع مناطق إسبانية على الأقل مساء السبت من الحكومة المركزية إعلان حالة تأهب، علماً أن بعض المناطق بادرت بنفسها إلى فرض قيود محلية مثل مدريد وقشتالة وليون (شمال) ومنطقة فالنسيا (شرق) ومدينة غرناطة (جنوب). وستكون هذه ثاني حالة تأهب خلال العام الحالي في إسبانيا، بعد تلك التي أعلنت في مارس الماضي لاحتواء الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، واستمرت حتى يونيو. وقبل أيام، أصبحت إسبانيا أول دولة في الاتحاد الأوروبي والسادسة في العالم تتخطى مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، حتى إن رئيس الحكومة كشف الجمعة أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بفيروس كورونا في إسبانيا منذ بداية الوباء "يتجاوز ثلاثة ملايين" وإن عدد الوفيات يقترب من 35 ألف حالة. وتواجه المناطق احتمال إلغاء إجراءاتها من قبل المحاكم بذريعة أنها تنتهك الحريات. وهذا ما حدث بشكل خاص في إقليم الباسك. ففي إسبانيا تعتبر الصحة العامة من اختصاص السلطات المحلية. وفرضت حكومة منطقة مدريد، اعتباراً من فجر الأحد حظرًا على الاجتماعات بين منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحاً، وإغلاقاً جزئباً ل32 حياً ينتشر فيها الفيروس بقوة اعتباراً من اليوم الاثنين، لكن من دون حظر للتجول. والهدف، بحسب مسؤول الصحة في حكومة مدريد المحلية إنريكي رويز إسكوديرو هو ضمان "تقليص النشاط الاجتماعي بشكل كبير". وتسبب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 1,151,077 شخصاً في العالم منذ أبلغ عن ظهور المرض في الصين نهاية ديسمبر. وأصيب أكثر من 42,694,790 شخصاً حول العالم، تعافى 28,991,400 منهم حتى أمس الأحد. ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءاً من العدد الفعلي للإصابات، إذ لا تجري دول عدة فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع مخالطي المصابين، تضاف إلى ذلك محدودية إمكانات الفحص لدى عدد من الدول الفقيرة. والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 224,906 وفيات من أصل 8,578,063 إصابة، حسب تعداد جامعة جونز هوبكنز، وشفي ما لا يقل عن 3,406,656 شخصاً في البلاد. ثم تأتي البرازيل ثانياً حيث سجلت 156,903 وفيات من أصل 5,380,635 إصابة، ثم الهند مع 1187,534 وفاة (7,864,811 إصابة) والمكسيك مع 88743 وفاة (886,800 إصابة) وبريطانيا مع 447451 وفاة (854,010 إصابات). ومن بين البلدان الأكثر تضرراً، تعد البيرو الدولة التي تسجل أكبر عدد من الوفيات نسبة لعدد سكانها مع 103 وفيات لكل 100 ألف نسمة، تليها بلجيكا (32) وإسبانيا (74) وبوليفيا (74). ونظراً للتعديلات التي تدخلها السلطات الوطنية على الأعداد أو تأخرها في نشرها، فإن الأرقام التي يتم تحديثها خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة قد لا تتطابق بشكل دقيق مع حصيلة اليوم السابق. القطاع السياحي والترفيهي من أشد القطاعات تأثراً جراء تفشي الوباء «رويترز»