قبل البث التلفزيوني لنقل المباريات، كنا نسمع المعلق الذي ينقل وقائع المباريات وأحداثها عن طريق المذياع صوتاً دون صورة، وكان يشد انتباهنا إلى مجريات المباريات وأحداثها، ولا نفارق المذياع حتى تنتهي المباريات، ونعرف نتيجتها سلباً أو إيجاباً بالنسبة للمستمع الرياضي وحسب ميوله وتشجيعه، ونادراً ما تكون هناك مقابلات أو لقاءات مع بعض اللاعبين، وكانت هناك ضوابط والتزام في دائرة التعليق، دون الدخول في دقائق مجريات المباريات التي لا تشد المستمع وتعير اهتمامه، وكان المعلقون في ذلك الوقت معروفين في حدود ستة أو سبعة أشخاص ينتقلون بين المدن الرئيسة لنقل المباريات. أما الآن وفي السنوات الأخيرة ومع البث التلفزيوني المباشر لنقل المباريات، أصبح هناك أكثر من معلق، حتى إن البعض منا لا يعرف أسماءهم، عكس ما كان في السابق حين تعرف المعلق واسمه من صوته الذي يشد انتباهك، وأنا هنا لا أقلل من شأن معلقينا الرياضيين، لكنك تجد فرقاً بين معلق وآخر، من حيث الصوت ووقائع المباريات بكل دقة، فالبعض منهم يشطح بالمستمع إلى سنوات خلت ومضت، من بدء تأسيس النادي، أو من أسسه؟ وكم عدد البطولات التي حصل عليها؟ ثم ينتقل الشطح إلى لاعبي هذا الفريق أو ذاك، فيذكر اسم هذا اللاعب وذاك من كلا الفريقين، وأن هذا اللاعب كان يشار إليه بالبنان في فريقه، وأنه سجل أهدافاً عديدة في مرمى الخصم، ويدخل البعض في عدد البطولات، وأن الحكم الفلاني أدار هذه المباريات عام كذا وكذا، ومجريات المباريات التي يحرص المشاهد والمستمع على مشاهدتها ومعرفة خفاياها، والتمريرات الفنية، والأهداف الجميلة، وفي هذه اللحظة يعود معلقو المباريات إلى أحداثها، إن المشاهد والمستمع لا يهمهما أحداث مضت وانتهت وعفّى عليها الزمن، والكلام حولها لا يقدم ولا يؤخر، لأن هناك إدارات مختصة بهذا الشأن، وفي بعض الأحيان تجد بعض المعلقين يظهر ميوله لفريق دون آخر، ونحن نعرف أن كل إنسان له ميوله، ومن حقه تشجيع من يريد، لكن إظهار ذلك على الهواء مباشرة غير مقبول، كما نجد أن البعض منهم يلحن في اللغة ويخرج على مخرجات اللغة العربية الفصيحة. لكن السؤال الذي نطرحه على المختصين، هل هناك ضوابط من حيث المؤهل أو التخصص أو الصوت...؟ يقول أحد الشعراء: احذر تصك الباب في وجه من جاك واحذر تبيع إنسان بالوقت شاريك * رياضي سابق وعضو هيئة الصحفيين السعوديين