نعيش اليوم في عهد ميمون يتسم برؤية طموحة، ويعتز بأصالة ماضٍ، ويتباهى بجزالة حاضر، ويؤسس لمستقبل زاهر، عبر خلق تنمية متنوعة وشاملة وغير مسبوقة بمحاورها ومساراتها المتعددة، والتي تستلهم أساس وأسس منطلقاتها مما حباه الله هذا الوطن الغالي من مكانة دينية رفيعة، وثروات اقتصادية تنافسية، ومقومات ثقافية متنوعة، وتعتز بأصالة في القيم والمبادئ ومرتكزات التطور والنماء، وتفخر وتفاخر بثراء الكفاءة وغزارة التأهيل للإنسان السعودي المسلح بتنوع المشارب، وتعدد التجارب وحب الوطن والولاء لقيادته. في خطوة تعكس استمرار نهج وحرص القيادة الحكيمة على مواصلة التغيير والتطوير والتجديد لآليات ومنهجيات العمل الحكومي ومؤسسات الدولة، ورسم سياساتها واستراتيجياتها وصولاً إلى الريادة المنشودة في مجالات وقطاعات تنسجم مع رؤية الوطن الطموحة وأهدافها، صدرت مؤخراً حزمة متنوعة من الأوامر الملكية الكريمة، التي شملت إعادة تكوين هيئة كبار العلماء، واستمرار سماحة المفتي العام برئاسة الهيئة، وتشكيلها من عشرين عضواً من أصحاب الفضيلة العلماء، حيث تعد هيئة كبار العلماء المؤسسة الدينية العليا في الوطن، التي تعمل على تبيان ما تزخر به شريعتنا الإسلامية الغراء من عالمية الخطاب، ووسطية القواعد، وعمومية الرسالة، وشمولية الأحكام، ومبادئ التسامح، وقيم التعايش، ولها دور بارز في مواجهة القضايا المعاصرة والتصدي للفكر المنحرف بما يحفظ الضرورات والمصالح. كما شملت هذه الحزمة من التغييرات المباركة إعادة تشكيل مجلس الشورى واستمرار رئيسه السابق برئاسة المجلس وتشكيله من (150) عضواً من صفوة العقول من أبناء وبنات الوطن لمدة أربع سنوات، حيث يعد المجلس بمثابة الذراع "التشريعي" للدولة، ويقوم بدور مهم ومكمل تنظيمياً لباقي سلطاتها، وقد شهد إعادة تكوين المجلس هذه المرة تعيين مساعدة للرئيس كأول امرأة تتبوأ هذا المنصب، في خطوة تؤكد استمرار النهج المبارك في تمكين بنات الوطن للعمل جنباً إلى جنب مع أشقائهم الرجال في خدمة الوطن. وأخيراً جاءت هذه التغييرات بتعيين رئيس جديد للمحكمة العليا، كأعلى هيئة قضائية في المؤسسة القضائية بمرتبة وزير. عهد ميمون استهل مسيرته المباركة ومازال بقرارات تكرس لثقافة العمل المؤسساتي والشفافية والنزاهة والمساءلة والمحاسبة باعتبارها بوابة الإصلاح والمحرك للدفع بعملية التنمية الشاملة. وأتت هذه التغييرات النوعية والمهمة في عدد من أجهزة الدولة ومؤسساتها الرئيسة، والتي يتوقع منها مواكبة ما يعيشه الوطن من مرحلة تحول، بابتكار طرق ووسائل جديدة تتماشى مع معطيات هذا العصر لخدمة هذا الوطن العريق بأصالة تاريخه وبجزالة عطائه وبسمو تطلعات قيادته وشعبه.