تحتفل مملكتنا الغالية بالذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين - أعزه الله - بمناسبة توليه سدة الحكم، والتي تأتي بعد أن من الله على الوطن وعلينا بنعم عديدة لا تحصى ومنجزات كثيرة لا تحصر، وتحقق لنا في فترة وجيزة ما تعجز الأمم عن تحقيقه في عقود من الزمن، فمسيرة التشييد المباركة وعجلة البناء التي يعيشها وطننا الغالي في هذا العهد الميمون مستمرة وترعاه أيد أمينة؛ بدءا من تكريس ثقافة العمل المؤسساتي باعتباره بوابة الإصلاح، والمحرك لدفع عملية التنمية، لتشمل بعد ذلك إعادة رسم خريطة سياسات الوطن الداخلية والخارجية، واستراتيجيته الأمنية والاقتصادية، وخططه التنموية والتنظيمية؛ وتطال بعد ذلك إعادة ترتيب مؤسسة الحكم، في خطوة تجلّت فيها سمات حنكة وحكمة ملك الحزم والعزم - أيده الله - على نقل منظومة الوطن إلى ما يرقى إلى سرعة التطلعات ومسايرة المتغيرات ومواجهة التحديات. يحتفل المواطنون والمواطنات بذكرى البيعة لقائد مسيرة هذا العهد الميمون وراعي مرحلة التشييد الشاملة فيه؛ فمنذ تسلم خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - مقاليد الحكم والوطن أشبه ما يكون بورشة عمل دؤوبة ونشاط متنوع لا ينضب وحراك نوعي مستمر لتحقيق أسباب التنمية المستدامة بشمولية وعدالة متوازنة، عهد ميمون يؤسس لمستقبل زاهر ويتميز بجزالة العطاء وبمنهج الكفاءة ونهج الالتزام وسرعة التجاوب وتحقيق النتائج، نتيجة توالي التغييرات التنفيذية لمسؤولي الدولة والترتيبات التنظيمية لأجهزتها بهدف تعزيز قدرة عملها المؤسساتية وتكريس ثقافة أدائها بنزاهة، باعتباره المحرك الرئيسي لدفع عملية التنمية لمواكبة مقتضيات العصر والاستجابة لمتطلباته، وصولاً إلى الريادة المنشودة في مجالات وقطاعات تنسجم ومستهدفات رؤية الوطن 2030. نحن اليوم نعيش في عهد ميمون وزاهر لما ينفرد به من حراك نوعي لهيكلة مفاصل الدولة وقطاعاتها الاقتصادية عبر رؤية وطنية المرتكزات ومتنوعة المسارات ومتعددة التطلعات واعدة الأهداف، تتسم بجزالة حاضر وتعتز بأصالة ماض وتؤسس لمستقبل زاهر؛ وهي رؤية وطنية طموحة لأنها أخذت على عاتقها نقل الوطن بكامل مكوناته ومنظوماته وقطاعاته لمرحلة تتناسب ومكانة مملكتنا الغالية وتلبي طموحات شعبها الأبي؛ فنحن اليوم نعيش عهدا استثنائيا يقود ويرسم معالم نهضته ملك استثنائي ليس فقط لما يتسم به من عمل ونماء وعطاء للوطن وبكفاءة الالتزام وتحقيق النتائج، وإنما بما يلمسه المواطن من قرب قيادته له ويستشعره من ملامستها لهمومه وحاجاته في القضايا التي تؤرقه؛ منهج تميزت به هذا الدولة المباركة عن غيرها من الدول ويسار عليه منذ نشأتها، ونهج أخذه المليك على عاتقه منذ أول يوم تسلم فيه مقاليد الحكم، ذلك هو هاجس بناء الوطن والمواطن، وتوفير الحياة الكريمة والمستحقة لمواطنيه.