عندما نقف على عتبات الانتظار يتلاشى الإحساس بالزمن الحقيقي، نجد أنفسنا نقف على حافة الوقت! يتساوى الزمن بحيث يتواصل الحاضر بالماضي ونضحى بين يوم وليلة نعيش سر الزمن الذي توقف لنتساءل عن معنى الانتظار "الساعات/الدقائق" بل حتى الثواني تتماهى جميعها.. إمتاع بصري يتفوق على الكلمات فهي ليست تجربة لونية مجردة فقط! فقد جاء التجريد فيها مفعمًا بالألوان التي ألزمت العناصر بتقمص الدور الفعلي لمعناها في الحياة (كوب قهوه وطاولة وكرسي ومزهرية). كان عمل الفنان د. سلطان الزياد، موضوعاً واحداً، لم يكن سهًلا برغم بساطة العناصر ومحدوديتها، وهذا ما جعل الذائقة البصرية تتجول في حيرة من أمرها هناك شيء ما يريد الفنان قوله رسالة موجهة. تحمل في طياتها الكثير من المعاني ورغم تكرار العناصر كان الاختلاف في تنظيمها ألوانها يأتي المعنى مرة في قلب زهرة، أو داخل كوب قهوة فرغ منه شاربه، وتلك الكراسي المنصوبة تجاور الطاولة تظل وحيدة تستجدي من يجلس عليها لتبادله الحوار تمكن الفنان من إيجاد الحراك في روح الزائر وهو يخطو من لوحة لأخرى ليسجل فيها زمن الموجات اللونية والتي تكاثرت لترسل همس ملون الذائقة بامتداد يتتابع مرات وينفرد أخرى، وكأنه يريد اللون أن يعيش الحكاية، فربطه ضمن عناصر الانتظار، الذي سادته لغة التعبير لتؤثر في من ينبش عن تاريخ الانتظار ولا يزال في الانتظار. تفسير لوني مختلف عن الانتظار