حذر الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية الخميس، من أن تطور وباء كوفيد-19 في أوروبا يشكل "مصدر قلق كبير"، مع أن الوضع لا يشبه ما حدث في الربيع. وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانس كلوغه في مؤتمر صحافي عبر الانترنت إن "عدد الإصابات اليومية يرتفع وحالات الدخول إلى المستشفيات كذلك"، موضحا أن "كوفيد أصبح السبب الخامس للوفاة وتم بلوغ عتبة الألف وفاة يوميا". إلا أنه أوضح "مع أننا نسجل زيادة في عدد الإصابات بمقدار الضعفين أو الثلاثة أضعاف يوميًا مقارنة بذروة شهر أبريل، فإننا لا نزال نرصد وفيات أقل بخمس مرات"، مشددًا على أهمية التدابير الجديدة السارية في جميع أنحاء أوروبا للحد من انتقال الفيروس. واعتبر كلوغه أنها "ردود مناسبة وضرورية لما تخبرنا به البيانات عن انتقال العدوى ومصادرها التي تحدث في المنازل والأماكن العامة المغلقة، ولدى الأشخاص الذين لا يحترمون تدابير الحماية الذاتية". وسجلت منطقة أوروبا التابعة لمنظمة الصحة العالمية، التي تضم 53 دولة بما في ذلك روسيا، أكثر من 7,25 ملايين إصابة رسمية ونحو 250 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس، وفقًا لجدول مراقبة المنظمة. وفي ذات السياق، قال باحثون الخميس، إن علماء من جامعة أكسفورد البريطانية طوروا اختبارا سريعا لكوفيد-19 قادرا على اكتشاف فيروس كورونا في أقل من خمس دقائق، وأضافوا أنه يمكن استخدامه في الاختبارات التي تستهدف أعدادا كبيرة في المطارات والشركات. وقالت الجامعة إنها تأمل في بدء تطوير جهاز الاختبار في أوائل 2021 وأن يكون لديها جهاز معتمد متاح بعد ستة أشهر. وذكر الباحثون في الدراسة التي لم تنشر بعد أن الجهاز قادر على اكتشاف فيروس كورونا وتمييزه عن الفيروسات الأخرى بدقة عالية. وقال البروفيسور أخيل كابانيديس من قسم الفيزياء في أكسفورد "طريقتنا ترصد بسرعة جزيئات الفيروس السليمة"، مضيفا أن هذا يعني أن الاختبار سيكون "بسيطا وسريعا للغاية وغير مكلف". ويُنظر إلى الاختبارات السريعة للمستضد على أنها أساسية في بدء الاختبارات على نطاق واسع واستئناف النشاط الاقتصادي بينما لا يزال فيروس كورونا منتشرا، وتلك المستخدمة بالفعل أسرع وأرخص لكنها أقل دقة من اختبارات تفاعل البلمرة المتسلسل (بي.سي.آر) الجزيئية الحالية. وأعلنت شركة سيمنس هيلثينيرز أمس الأربعاء عن إطلاق جهاز اختبار سريع للمستضد في أوروبا للكشف عن حالات الإصابة بفيروس كورونا، لكنها حذرت من أن الصناعة قد تواجه صعوبة في تلبية الطلب المتزايد. وعلى الرغم من أن برنامج أكسفورد لن يكون جاهزا إلا العام المقبل، فإن الاختبارات يمكن أن تساعد في مواجهة الوباء في فصل الشتاء المقبل. وحذر مسؤولو الصحة من أن العالم سيحتاج إلى التعايش مع فيروس كورونا حتى لو تم تطوير لقاح. وتتجه العاصمة البريطانية لندن، أغنى مدينة في أوروبا والبالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، إلى تشديد إجراءات العزل العام الهادفة لاحتواء مرض كوفيد-19 اعتبارا من منتصف ليل الجمعة في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون مواجهة موجة ثانية من فيروس كورونا تتسارع وتيرة تفشيها. وينتشر المرض، الذي ظهر للمرة الأولى في الصين العام الماضي وأودى بحياة أكثر من مليون في جميع أرجاء العالم، في معظم أنحاء بريطانيا، التي يبلغ عدد الوفيات الرسمي فيها 43155، في أعلى حصيلة في أوروبا. غير أن الغضب يتصاعد بسبب التكاليف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لأكبر تقليص للحريات منذ زمن الحرب. وحذر مستشار حكومي سابق من أن بعض الناس سيواجهون مشكلة في إلباس أطفالهم قريبا. وذكرت صحيفة "ذا تايمز" أن لندن ستنتقل إلى مستوى التأهب "المرتفع" من المستوى "المتوسط" في منتصف ليل الجمعة. وكانت الحكومة قد أعلنت عن ثلاثة مستويات للتأهب هي "المرتفع للغاية" و"المرتفع" و"المتوسط". وقال رئيس بلدية لندن صادق خان "أتوقع أن تعلن الحكومة أن لندن ستتجه قريبا إلى المستوى الثاني أو مستوى التأهب العالي للقيود"، مشيرا إلى أنه لا أحد يريد هذه الإجراءات ولكن يجب التحرك سريعا، مضيفاً "يجب أن أحذر سكان لندن.. ينتظرنا شتاء قارس". وفي العاصمة، وهي مركز مالي عالمي لا يضاهيه سوى نيويورك، تشهد 11 منطقة أكثر من 100 حالة جديدة أسبوعيا لكل 100 ألف شخص، وأكثر المناطق تضررا هي ريتشموند وهاكني ومدينة لندن وإيلينج وريدبريدج وهارو. هذا وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 1,093,624 شخصا على الأقل في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الخميس في الساعة 11,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية. وتم تسجيل أكثر من 38,571,770 إصابة مثبتة بينما تعافى 26,662,700 شخص على الأقل. ولا تعكس الإحصاءات المبنية على بيانات جمعتها مكاتب فرانس برس من السلطات المحلية في دول العالم ومن منظمة الصحة العالمية إلا جزءا من العدد الحقيقي للإصابات إذ لا تجري دول عدة اختبارات للكشف عن الفيروس إلا للحالات الأخطر أو تلك التي تظهر عليها أعراض. وسجلت على امتداد الأربعاء 5948 وفاة و365,249 إصابة جديدة حول العالم وبناء على التقارير الأخيرة، سجّلت الولاياتالمتحدة العدد الأكبر من الوفيات الجديدة (794) تليها البرازيل (749) والهند (680). وتعد الولاياتالمتحدة البلد الأكثر تضررا في العالم إذ سجّلت 216,904 ووفيات من بين 7,917,189 إصابة، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز. وأعلن تعافي 3,155,794 شخصا على الأقل. عودة الإجراءات الاحترازية المشددة على المتاجر في بلدة كوشل، النمسا «أ ف ب»