عندما انسحب السناتور الأميركي بيرني ساندرز من السباق الرئاسي في أوائل أبريل، تعهد بأن تستمر الحركة اليسارية التقدمية التي دافع عنها وحمل لوائها، وبينما يشجع بيرني ساندرز أنصاره في كل مناسبة على انتخاب جو بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة، وجّه ساندرز الأسبوع الماضي رسالة تحذير لجو بايدن تطالبه بالتزام خطاً يسارياً تقدمياً والا فإنه لن يحصل على أصوات الشباب. وبينما يقع جو بايدن بين ناري اليمين المتطرف واليسار المتطرّف، حيث يتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بايدن بأنه دمية بيد اليسار المتطرّف، أطلق بيرني ساندرز تحذيرات سرية وعلنية لجو بايدن ينصحه فيها بالقيام بالمزيد من الخطوات الجدية لجذب الناخبين التقدميين من الشباب الذين دعموا بيرني ساندرز بشكل ساحق في الانتخابات الأولية للحزب الديموقراطي. وقال فايز شاكر، مدير سابق لحملة بيرني ساندرز، في بيان: «السناتور ساندرز واثق من أن جو بايدن في وضع قوي للغاية للفوز في هذه الانتخابات، لكنه مع ذلك يشعر أن هناك مجالات يمكن أن تستمر الحملة في تحسينها». وأكد شاكر على التواصل الحثيث بين ساندرز وفريق جو بايدن لحث بايدن على إطلاق سياسات تتعلّق بزيادة الحد الأدنى للأجور، وخلق الملايين من الوظائف الجديدة برواتب جيدة، وخفض كلفة الأدوية وتوسيع برامج الرعاية الصحية، بالإضافة إلى ضرورة التواصل مع الشباب والمجتمع اللاتيني والحركات التقدمية الذين سيكونون عوناً حقيقياً لحملة بايدن. ولم يكتف بيرني ساندرز بالبيانات، بل مارس ضغوطات علنية أيضاً على حملة جو بايدن، حيث قال ساندرز في مقابلة يوم الجمعة مع PBS: «أفضّل أن أكون صادقاً، آراء بايدن ليست كارائي، وبرنامجي كان أكثر تقدمية ولكن لديه برنامج قوي أيضاً وأعتقد أنه يجب عليه القيام بنشره بشكل أفضل». وقال بيرني: «بايدن يملك فرصة قوية للفوز في الانتخابات ولكني غير راض تماماً عن الخط الذي يمثّله». وأضاف بيرني موجهاً كلامه لمذيع PBS «لست هنا لأقول لك أني متأكد من فوز بايدن وأنه لن يخسر، السباق متقارب وعلى أشده ونعم ربما هناك فرصة لخسارة بايدن. وبين ساندرز أن «الأميركيين يبحثون عن بديل ممتاز أو سبب هام للخروج والتصويت، يبحثون عن شخص يقول لهم أنا فعلاً لست دونالد ترمب والبلاد في عهدي ستكون مختلفة حيث سيكون هناك برنامج اقتصادي قوي وجذري يغير حياة الناس، ولا أعتقد أن برنامج بايدن قوي كما أتمنى، فبرنامجه الاقتصادي وخططه ليست كخططي التي تقدّم بديلاً اقتصادياً يقنع الناخبين بالتصويت، وعلى الديموقراطيين أن يقلقوا بشأن ميشيغان وبنسيلفينيا، وويسكونسن، التي كانت ساحات انتصر فيها ترمب في 2016، ولايزال الوضع فيها مقلقا بالنسبة للديمقراطيين حتى اليوم. ويعرب الجناح الليبرالي في الحزب الديمقراطي باستمرار عن احباطه من السياسات التي يقدّمها بايدن والتي لا تكفي بنظرهم ولا تلبي رغبات الناخب الليبيرالي ولا تذهب بعيداً بما فيه الكفاية في قضايا الرعاية الصحية وتغير المناخ والاقتصاد، خاصة بعد أن منح جو بايدن في النائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك 60 ثانية فقط لتتحدث في مؤتمره، وهو ما اعتبره بعض اليساريين استخفافاً بهم من قبل حملة بايدن. وعلى الرغم من تأكيد بيرني ساندرز والكساندريا كورتيز والسياسيين المؤثرين في تيار اليسار التقدمي في أميركا على ضرورة انتخاب بايدن لهزيمة الرئيس ترمب، الا انه لا يعرف بعد إذا ما كانت الطبقة الناخبة المؤمنة بسياسات ساندرز تملك فعلاً أسباباً للخروج لانتخاب بايدن.