في عالمنا الذي نعيش فيه ثورة تقنية عابرة للقارات ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مهمة الفنان التشكيلي أكبر من كونه ينتج لوحة جميلة فقط! ومن المفترض أن تكون لكل فنان رسالة يتحدث عنها، فحتى صالات العرض والمتاحف أصبحت لا تستقبل ولا تعرض اللوحات التقليدية، بل تبحث عما يريد الفنان قوله من خلال إبداعه أشكال الفن المختلفة، ويظهر عمل الفنان التشكيلي الذي يعيد صياغة العالم بتكوينه من جديد من منظوره ورؤيته الخاصة، فهو يتعامل مع اللوحة الفنية برفق ودقة تتوافق مع مدى إحساسه بالحياة بمعانيها وأحداثها المختلفة بإعادة تشكيل العناصر والوقائع والمناسبات ودمجها في لوحاته التي يعيش فيها بكل ذراته واستعداداته الداخلية بما يتناسب مع قدراته ومهارته في إبراز حقيقة العنصر باستخدام اللون والحركة، مع إضافة التأثيرات الفنية وتنظيمها ومعالجة المرئي كمحسوس وتحويل ما تراه عينه إلى مشاعر تنعكس على حقيقة الأحداث الإنسانية وتفاعلاتها. يقول جبران خليل جبران: إن كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحقيقة لا ترى ولا تسمع".وعندها نجد أن اللوحة تهمس للمتلقي بما في دواخلها، وتسعى إلى الارتقاء بالحس نحو جماليات الخطوط التي توازي الواقع الزمني والمكاني وتحمل في محتواها قوة الحدث وأثره في المجتمع، وتجذب المتلقي ليعيش في المفردات التشكيلية في اللوحة، سواء كانت رمزًا أو لونا أو إيحاء ويعتمد على قدرة الفنان في تصوير الحدث ومهارته في التعبير يترجم المعاني المنقولة بأسلوب يستدعي دهشة المتلقي ويلفت انتباهه ليؤكد المعنى والمضمون، في اليوم التسعين لليوم الوطني لبلادنا كانت رسالة الفنان تتألق لتترجم معاني الولاء والحب في هذا اليوم وفاءً وانتماء مترافقًا مع الفرح والولاء. لوحة من كتاب عبد الله بن صقر