الأغنية عبر أزمنة طويلة لم تكن ثابتة، كانت تتألق فترات وتبهت في فترة، عاشت بداياتها في أرض خصبة وفتحت مجالا لنجوم مبتكرين، كان معلمهم صانع الورد طلال مداح - رحمه الله - ومحمد عبده وغيرهم الكثير، وصولاً إلى حقبة الثمانينات المُمتدة إلى وقتنا الحاضر رابح وراشد وعبدالمجيد وغيرهم. هذا التباين في الإنتاج الغنائي، جعل «الرياض» تستطلع آراء المتابعين، حول تغير العطاء والفوارق الثقافية بين الأمس واليوم، وأثرها على أذن المستمع؟ يقول عبدالرحمن الدريس المهتم بالفن: إن الأغنية الخليجية ما زالت تشهد ثقلا في كلماتها، فما زال الشعراء يتمسكون بالمعنى العميق والتشبيهات الخيالية الصعبة، ما يضفى على الأغنية طابعا مميزا، وحتى الألحان أصبحت مختلفة تواكب هذا العصر، ما ساهم في شعبيتها الكبيرة بالوطن العربي، لا سيما في توسع ألوانها وأنماطها الموسيقية وإدخال الآلات الموسيقية الجديدة، واستخدام الألوان الغربية مثل «الهاوس تكنو، الروك» وغيرهما واستخدام التوزيع الموسيقي الإلكتروني وذلك على عكس الأغنية القديمة التي تتميز فقط بالآلات الشعبية الإيقاعية. ويناصف الدريس هذا الرأي فهد العتيبي، الذي يقول: يمر الوسط الفنّي والغنائي تحديداً بتطوّر واضح على مُستوى الألحان والتوزيع مُحافظاً على جودة الكلمة، التي طالماً تميّز بها الغناء على مر السنين إلى يومنا هذا، ونستثني بعض المُحاولات والتجارب التي أثّرت سلباً على الفن الخليجي من كلمات ركيكة وموضوعات قدمها دُخلاء أساؤوا اللوسط الفنّي، لكنهم لن يستمروا طويلاً. العتيبي يوضح: أن الأغنية الخليجية منّذ لحظة نضوجها في الثمانينات إلى تفوّقها في التسعينات لا تُقارن بما نستمع به اليوم، ففي الماضي لا تخرج أغنية حتى يتم إجازتها من لجنة النصوص والألحان والأصوات، لذا انعدام الرقابة في الوسط الغنائي، ساهم في ظهور العديد من النماذج المُبتذلة التي لا تمت للفن بصِلة وزاحمت العديد من الإنتاجات الجيّدة ما جعل المستمع في حيرة، ومن المؤكّد أن الفنان هو من يصنع ذوق الجمهور وهو من يحمل على عاتقه ثقافة الأغنية، بشكل يليق، ولدينا نماذج من الزمن الجميل ما زالت تقدم أعمالها بشكل يتواكب مع الحديث. عبدالرحمن القروني، يعود لتاريخ الأغنية، يريد أن يفسر الحالة بشكل مفصل، يقول القروني: كُنا نعيش الفترة الأخيرة تطورا مُذهلا، وأصبحت الأغنية أوسع انتشارا بشكل أكبر، هذا يرجع لتنوع الألحان والتوزيع الموسيقي ودخول الآلات الغربية والأرتام السريعة، ما جعلها تصل إلى كل الأذواق، عكس ما كان يحصل في الماضي من ألحان تقليدية مكبلهة، كانت تتميز بعمقها الفني، حين كان الجيل الأول يقدم عملا عظيما ما زالت تُسمع إلى يومنا الحاضر. عبدالله خضران، له رأي مختلف ومفصل عن ترجمة الحالة الفنية، يقول: إن الفارق من وجهة نظره بسيطة، حيث إن الأغنية سابقاً كانت تعتمد بنسبة كبيرة على التنافس بالأعمال المكبلهة التي يحصل فيها تنوّع من ناحية المقامات الموسيقية الشرقية، عكس المرحلة الجديدة التي أصبحت فكرة الأغنية فيها أساس النجاح، وهذا بالتأكيد ما يجعلنا ننكر دمج الثقافات الغربية مع الطابع الشرقي، ومع هذا الاختلاف بين الزمنين إلا أننا سمعنا بعد مرحلة «2007»، فترة تميز بدخول «سهم» الذي أعطى الأغنية الخليجية نكهة مُختلفة تماماً وبدأت تتغير أفكار الأغنية وزادت منافستها، إضافة إلى دخول «ياسر بوعلي» للساحة وهذه المعادلة أعطت وهجا للحالة الفنية من الألوان الفنية والقوالب الموسيقية. القروني: اللحن التقليدي «المموسق» أكثر انتشاراً خضران: المستمع أصبح يبحث عن نصٍ يذهله العتيبي: الأغنية تتطور على مستوى فكرة الألحان الدريس: التوزيع الإلكتروني ساهم في تغيير معالمها