للفن التشكيلي دور كبير في ترسيخ مبادئ الولاء والانتماء للوطن فالفن (ذاكرة الوطن) وقد قدم الفنان التشكيلي السعودي خلال مسيرته الفنية لوحات تعكس أحاسيسه تجاه الوطن في ملامح الحياة والبيئة والرموز الدينية كشكل من أشكال الاحتفاء بالوطن والانتماء إليه، ويُعرف الانتماء بانتساب الإنسان وارتباطه بالمكان والمجتمع فكرياً ومعنوياً ووجدانياً، فهو إحساس ينمو في الوجدان ويشمل الانتماء الوطني الانتماء الديني والمكاني والفكري والسياسي. فذاكرة الوطن حاضرة في أعماله من المراحل الأولى لنشأة الفن التشكيلي السعودي بداية من تجارب الرواد إلى تجارب جيل الشباب فالفنان علي الرزيزا وعبدالله حماس وطه صبان وضياء عزيز وصفية بن زقر وفوزية عبداللطيف وصالح النقيدان وفهد خليف وغيرهم انطلقوا من المكان كمفردة وطنية غنية بقيم ومبادئ راسخة يكتنز تراثها بقيم جمالية ويعزز حضورها معاني الانتماء والهوية والأصالة، فذكريات المكان والحنين لتفاصيله الجميلة في البيوت والأبواب والشبابيك وإطلالات على المشاهد اليومية من الأسواق بدكاكينها القديمة والحرف الشعبية وزخارفها التي تصل لأعلى مستوى جمالي واستحضار الإنجازات المتواصلة التي توفر للمواطن حياة كريمة كمفردات وطنية كانت ولا تزال مخزوناً ثرياً للفنان التشكيلي السعودي رصدها بتنوع تعبيري جمالي بين واقعي وتجريدي ورمزي يحكي خطابها التشكيلي ذاكرة الوطن. معاني وطنية: يحتفي الفنان التشكيلي ضياء عزيز بذاكرة الوطن بلحظة جمالية تفيض بمعاني الوطنية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- حين تقبيله للعلم السعودي الذي يحمل قيمة تاريخية ترتبط بالوالد المؤسس الذي رسم وأبناؤه من بعده أهداف هذا الوطن وأسسه المتينة ليكون المواطن في القمة. مفتاح المستقبل الجديد: وبالاتجاه للتكنولوجيا ودمج العلم بالفن يتجه الفنان التشكيلي الدكتور محمد فلفلان لتقنية برمجيات الحاسب الآلي والذكاء الصناعي والذي أثرت تطبيقاته بشكل كبير في مجالات متعددة منها الفنون فاتجه لتوظيف الخط العربي يبني من خلاله صورة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وتطلعاته المستقبلية ورؤيته 2030 مفتاح المستقبل الجديد المشرق للمملكة العربية السعودية. انتماءات مكانية: وبخطاب تشكيلي صريح يعبر الفنان صالح النقيدان عن ذاكرة الوطن بانتماءات مكانية بمفردات تراثية من البيئة المحلية بتفاصيل وحنين للمكان فيصور البيئة الصحراوية بامتدادها اللامحدود وقد غرس عليها معاني الانتماء بتوازن بصري جميل واكتست باللون الأخضر كقيمة تعبيرية لرؤية جديدة مليئة بالخير والنماء لبناء مستقبل متمسك بجذوره ووطنه. ثقة ملكية: وبالتجول في المشهد التشكيلي السعودي تصور الفنانة فاطمة النمر لوحتها بذكريات خضراء مشرقة بطرح جديد يتصدر في عالمها المرأة لتحظى بنوع من الاهتمام قادمة بقوة للأمام تسجل فيه حضورها وانشغالاتها وطموحها فهي تعيش وتنتسب إلى وطن تستند عليه وقد مُنحت الثقة الملكية للمشاركة في بنائه لتنهض بفكرها وإسهاماتها للأسرة والمجتمع فهي اليوم مربية وقائدة ومدربة لتثبت للجميع قدرتها وجدارتها وطموحها اللامحدود وتنوّع فكرها وقد رسمت على مساحة مشغولة النقوش والزخارف الإسلامية. خادم الحرمين بريشة التشكيلي ضياء عزيز ولي العهد بريشة التشكيلي محمد فلفلان من أعمال التشكيلية فاطمة النمر