يمر اليوم الوطني للمملكة، والوطن يشبه خلية نحل لا تهدأ وورشة عمل لا تتعب، ومن وراء ذلك قرارات حازمة تتبعها قرارات حازمة تصنع التحولات الكبرى على الأصعدة كافة، وخلف الجميع قيادة مخلصة شابة تدرك أن هذا الوطن العظيم ليس له غير الصدارة مكانة ولا غير القمة مكان. هذه التحولات المشهودة تدير دفتها قيادة فذة وضعت مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات وحثّت الخطى نحو مستقبل لا تتبوأ فيه المملكة إلا المنزلة الأرفع بين الأمم. تمر الذكرى العزيزة لليوم الوطني والمملكة قد تجاوزت جائحة كورونا المرعبة بحفظ الله ثم بفضل القيادة الأمينة التي سارعت بتبني خطة طوارئ عاجلة نُفذت بسرعة وإحكام. جنبتنا بفضل الله كوارث صحية خطيرة ومصائب اقتصادية كادت أن تعصف بنا وباقتصاد الوطن. تمر علينا ذكرى اليوم الوطني والدولة ماضية في عملية إصلاح هيكلية للاقتصاد برمّته لتبقيه بعيداً عن تقلبات أسعار النفط المتذبذبة. وتصنع منه اقتصاداً دائمَ النمو يعكس مكانة المملكة وقوتها السياسية والروحية. يوم وطني جديد يحل في وقت لا تكافح فيه الدولةُ الفسادَ فحسب، بل تجتثُّه من جذوره بمحاسبة المفسدين دون أن تستثني منهم أحداً، وتسنّ لأجل مكافحته أنظمة ولوائح شديدة الإحكام تسدّ الثغرات وتحاصر المفسدين حتى لا يقترب الفساد من جسد الوطن ويعطل النهضة والنمو. يأتي اليوم الوطني ليتزامن مع قرارات حازمة فورية التنفيذ هدفها إصلاح سوق العمل وتمكين المواطنين من الاشتغال في التجارة والاستمتاع بخيرات الوطن في بيئة محكمة التنظيم لا مكان فيها للتستر التجاري الذي شوّه وجه الاقتصاد وأخَلّ بتركيبة السوق. اعتزاز السعوديين بيومهم الوطني ليس مجرّد شعاراتٍ تُردد ولا مجرد أعلامٍ تُرفع في ذكرى توحيد البلاد على يد مؤسسها العظيم. بل هو ابتهاج لإنجازات حاضرة تُحَسُّ وتُلمَس، وتعبير عن ثقةٍ بالغة في خُططٍ تُرسم بإتقان لمستقبل الأجيال. وذات يومٍ ليس بالبعيد وفي ذكرى يومٍ وطني آخر سنة 2030 لن يحتفل المواطنون بذكرى يومهم الوطني فقط، بل سيحتفلون أيضاً باكتمالِ عِقد الرؤية المباركة وتحقق أهدافها والمملكة العربية السعودية قد أصبحت في موقع الصدارة بين الأمم بقوتها السياسية واقتصادها المتين. عبدالعزيز بن غنام الغنام