مساء أزرق فريد في منتهى الجمال والسعادة لعشاقه ومحبيه توج به بطلاً كالعادة حصد الألقاب وتسجيل الإنجازات أصبحت ماركة هلالية مسجلة في سجلات الأبطال الدائمين واحداً تلو الآخر، وآخرها مساء أمس بالتتويج بالدوري السادس عشر والبطولة ال»60» في تاريخه المرصع بالذهب، وما أن ينتهي من بطولة إلا ويفكر في التي تليها، مساء البارحة أكمل «الزعيم الآسيوي» هذا الموسم الطويل الذي بدأ بنهاية شهر أغسطس 2019 وانتهى مساء البارحة كأطول موسم رياضي ببطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كموسم استثنائي حقق فيه دوري أبطال آسيا والدوري السعودي كإنجاز فريد لم يتحقق من قبل محلياً، الصعود لمنصات الذهب كان خلفه عمل كبير من قبل إدارة الأنيق فهد بن نافل الذي أكد مرارا وتكراراً أنه يسير على نهج أعضاء شرف الهلال وهي سياسة خاصة بالبيت الهلالي فقط ويندر تواجدها في الأندية الأخرى السعودية والخليجية والعربية وربما مقارنتها بالعالمية، فالهلال يعمل على سياسة التركيز في الميدان وحصد الألقاب والسعي إلى التواجد في منصات الذهب بشكل دائم والمنافسة في جميع البطولات ليس في كرة القدم فقط وإنما في أغلب الألعاب في النادي، فلو استعرضنا بطولات أي لعبة لوجدنا المنافسة بين ألعاب النادي الأكثر تحقيقاً ومنها كرة الطائرة والتي قاربت على بلوغ أرقام كرة القدم، وأيضاً الكاراتيه والإسكواش وألعاب القوى وغيرها الكثير، لم يخطئ من أطلق لقب عاصمة البطولات على الهلال والتي تلخص في معناها أسرار هذا النادي العملاق في رجاله ومحبيه وكل من ينتمي له بالإخلاص له والعمل على رفعته ووجوده دائماً في القمة، البطولات بالتأكيد لم تأتِ بسهولة كما يتصور البعض ولم يكن طريقها معبداً كما يتوقع آخرون فالدعم الشرفي والحكمة الإدارية والسياسة الخاصة برجاله جعلته يتفوق على غيره بالفكر الاحترافي والعمل لأجل الهلال والهلال فقط حتى أصبحت مضرب أمثال لكل الأندية، كثير ممن لا ينتمون للبيت الأزرق يشيدون بسياسة «البيت الأزرق» ويطالبون أنديتهم بحذوه في جميع الأمور ولعل أهمها البيئة الهلالية المتفردة عن غيرها ومحبة كل من يلتحق به حتى ولو بعد سنوات من تركه وعلى سبيل المثال لا الحصر أسطورة كرة القدم البرازيلية ريفالينيو الذي مثل الهلال أواخر التسعينات الهجرية ونجيب الإمام اللذان مازالا يتذكران الفترة الاحترافية لهما في النادي وتربطهما بالهلاليين الكثير من الذكريات ومن الجيل الجديد الروماني رادوي والسويدي ويلهامسون والبرازيلي تياقو نيفيز وكماتشو وتفاريس ومن المدربين البلجيكي ايريك جيريتس والروماني كوزمين وتطول القائمة وكل هذا لأن هناك من يحسن التعامل وتوفير بيئة عمل ناجحة نتائجها اعتلاء منصات الذهب، باختصار الهلال بيئة خصبة لنجاح للاعبين والمدربين وكل من يعمل فيه بل ويعتبر سيرة ذاتية ناجحة لكل من ينتمي إليه، بقي أن نقول لو حصل ذلك في أكثر من نادٍ لدينا كم سيكون نجاح الكرة السعودية؟ وكم سيكون حجم التنافس الشريف والبعيد عن التشكيك ومصادرة نجاحات الآخرين؟ الهلال جعل الحلم حقيقة، وطبق مقولة الإنجازات لا تشترى بالمال فقط وإنما بالسير خطوة تلو الأخرى بثبات وبحساب خاص لكل بطولة وبناء قاعدة عنوانها الإخلاص في العمل والتخطيط طويل المدى وحسن التدبير والتعامل مع كل بطولة وكل حدث على حدة يحقق المستحيل، من حق الجماهير الهلالية أن تفخر بفريقها وهي تحقق كل موسم بطولة أو بطولتين كيف لا وهي صاحبة الرقم الأول في الشعبية الطاغية لبطل آسيا ومضرب مثل في الحضور والمساندة في كل مكان يحل فيه الفريق.