من الواضح أن ثمة قناعة تشكلت ثم ترسخت لدى النصراويين أن السير على خطى المنافس التقليدي الهلال من خلال تحقيق لقب دوري أبطال آسيا، ومن ثم التأهل إلى كأس العالم للأندية من خلال الحصول اللقب القاري الكبير، يحتاج للكثير من العمل على صعيد العناصر المحلية. ويبدو جلياً أن النصر يتلقى دعماً مالياً كبيراً واستثنائياً من قبل داعميه من أجل الوصول لهذا الهدف، وهو ما دفع الإدارة بقيادة صفوان السويكت لإبرام الكثير من التعاقدات بدءاً من الحارس أمين بخاري وعبدالله الشنقيطي وأسامة الخلف وعبدالعزيز العلاوي وقبلهم عبدالمجيد الصليهم وليس انتهاء كما يبدو بمدافع الفتح البارز علي لاجامي، علاوة على الصفقة المهمة مع الأرجنتيني مارتينيز بيتي. هذه الصفقات كفيلة بأن تحدث فارقاً كبيراً على المستوى العناصري في قائمة "فارس نجد" على الصعيد المحلي، في حين أنه لا يمكن لأحد أن يضمن قدرة النصر على تحقيق اللقب القاري الكبير أسوة بالهلال لأسباب عدة أهمها، أن النصر لا يبدو مقنعاً على مستوى الهوية الفنية بقيادة مدربه البرتغالي فيتوريا. صحيح أن النصر يملك الأسماء الأجنبية المميزة خصوصاً في خط الهجوم بتواجد المغربي حمدالله، لكن تواجده وحده لن يكون كافياً وهو ما كشفته المشاركة النصراوية في النسخة السابقة من البطولة. والأهم من ذلك أن النصر سيكون تحت ضغط إعلامي وجماهيري كبيرين للمطالبة بالوصول للقمة القارية على غرار الجار الهلالي، وهو بحد ذاته اختبار شاق للثنائي السويكت والحلافي ومن خلفهما الداعمين، فالأمر أكبر بكثير من ملء قائمة الفريق بأبرز العناصر المحلية المتاحة في السوق. حقق الهلال البطولات من أرض الملعب وسجل حضوراً عالمياً كبيراً ولافتاً كان محل إعجاب كثيرين، لأنه عمل الكثير على الجانب الإداري من خلال عزل اللاعبين عن الضغوطات الجماهيرية والإعلامية وخلق بيئة مستقرة هادئة خلال فترة طويلة وهو ما يحتاج النصراويون لفعله في الأشهر المقبلة. لا أعلم إن كان لدى صناع القرار ب"الأصفر" قناعة بقدرة البرتغالي فيتوريا على تحقيق طموحات فريقهم الكبير وأنصاره، فهو في كثير من المنعطفات المحلية لم يكن قادراً على الإقناع وكان محل انتقاد كثيرين. الرسالة التي يجب على النصراويين إدارة وداعمين وجماهير فهمها أن مهر البطولة الآسيوية لن يأتي فقط بتكثيف حركة التعاقدات أو "التكديس" كما يسميه البعض، فالأمر يتطلب عملاً تكاملياً ولا يمكن للدعم المالي وحده أو التعاقد مع الأسماء المتاحة صناعة أقوى فريق في آسيا في ظرف موسم واحد أو اثنين، وبالتالي فإن مهر البطولة والوصول إلى "العالمية" عبر المنصة الآسيوية يتطلب تكاملاً من ناحية خلق البيئة والهوية الفنية والدعم الجماهيري والإعلامي من خلال الصبر حتى تتشكل هذه الهوية، وعدا ذلك فإن الأمر لا يعدو كونه مضيعة للمال والجهد والوقت.