أبارك لزملائي الكتاب والكاتبات الفائزين في مسابقة التأليف المسرحي، التي أطلقها المسرح الوطني في "27 / مارس"، بمبادرة من المسرح الوطني وهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، وبحكم اهتمامي المسرحي ككاتب، لدي اعتزاز بجميع الأسماء الفائزة، والذين شاركوا ولم يحالفهم الحظ، خاصة الشباب الواعد منهم في مجال الكتابة المسرحية، ولعل الجميل في هذه المسابقة أن تاريخ انطلاقتها تزامن مع فترة منع التجول، وبالتالي جاءت داعية كتاب المسرح والراغبين بالمشاركة إلى استثمار فترة العزل المنزلي، لإتاحة الفرصة لأقلامهم بالكتابة ومنحهم منفذاً إبداعياً لاستغلال مواهبهم والاستفادة منها خلال مدة العزل المنزلي الوقائي، والجميل في المسابقة أنها اتخذت مسارين في الكتابة، المسار الأول للنصوص المسرحية التي تعتمد على الحوار والأداء الحركي والسجال بين الممثلين، والثاني مسار نصوص مسرحيات الأطفال التي تعتمد على الخيال الواسع والحوارات الفكاهية اليسيرة التي تتخللها لوحات غنائية راقصة، وقد بلغت قيمة جميع جوائز المسابقة "180" ألف ريال، وزعت على الخمس الأوائل في كل مسار، ولا شك أن الجوائز سوف تسهم في تحسين جودة الحياة المسرحية، وسوف تحفز المشهد المسرحي وتطور أدواته وفاعليته، لكن السؤال الذي خطر على البال وأنا أستعرض أسماء الفائزين الذين يملك بعضاً منهم خبرات تراكمية في التأليف المسرحي، والبعض الآخر قد يكون جديداً على الساحة المسرحية في التأليف. هل مضمون نصوصهم اجتماعية تناقش موضوعات هادفة تهُم حياة الناس بأسلوب كوميدي تخاطب شريحة كبيرة من الناس أم أن هذه النصوص تراجيدية مأساوية لا تخاطب إلا فئة قليلة بدعوى أنها نخبوية؟ الجواب بلا شك لدى المسرح الوطني وهيئة المسرح والفنون الأدائية الفاعلة لهذه المسابقة والحاضنة للفعل المسرحي، وكلنا أمل أن ترى النصوص التي نالت الجوائز النور والظهور على المسرح وأن لا تكون أسيرة الأدراج والحفظ. تدوينة: * كنتُ ضمن الذين حضر العرض الأول والأخير لمسرحية (الذيب في القليب) على مسرح جامعة الأميرة نورة قبل "كوفيد 19"، مسرحية حملت عنواناً شعبياً قديماً يشير إلى حالة وقوع وحدوث الشر في مكان ما والتنبيه إليه، وللحقيقة والتاريخ ستظل هذه المسرحية صفحةً ناصعة البياض في مسيرة المسرح الاجتماعي الجماهيري السعودي، ذلك المسرح الذي عاد بعد غياب طويل بسبب توقف الدعم له، الأمر الذي أدى إلى نشأة المسرح الفقير تحت غطاء المسرح النخبوي الخالي من الجمهور على مدى عقود ثلاثة، والذي آمل ألا يعود هذا المسرح.