أكد اقتصاديون ومختصون أن جهود التنويع الاقتصادي التي رسمتها رؤية المملكة 2030، بدأت تؤتي ثمارها وساعدت الاقتصاد السعودي كثيرا في التقليل من اثار صدمة هبوط النفط، مشيرين الى حديث وزير المالية اول أمس حول تركيز المملكة على إيجاد طرق أخرى لتنويع مصادر الدخل، وأنها بدأت بوضع خطط مستقبلية واضحة لتنويع الاقتصاد وتجنب جميع متقلباته. وقال الكاتب الاقتصادي عبد الرحمن احمد الجبيري، أن حديث وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر يوروموني السعودية 2020، حمل اضاءات محفزة تبعث على التفاؤل، وتعكس واقع المشهد الاقتصادي الذي يسير وفق اطر من التنوع والاستدامة، والعمل على عدة خيارات وادوات تسهم في مواجهة التحديات والمتغيرات، معتبراً انها رسائل تطمين ومؤشرات ايجابية نحو كفاءة الادوات التي تم استخدمها لمواجهة تداعيات ازمة كورونا التي ضربت اقتصاديات دول العالم واثرت تباعاً حتى في الدول الاقتصادية المتقدمة. ولفت الجبيري بأن التحول الاقتصادي السعودي في الاساس، يتجه الى التحول نحو الاقتصاد الانتاجي، قد بدء فعليا منذ اطلاق رؤية المملكة 2030 وهو ما اسهم في امتصاص تلك التداعيات، والقيادة الرشيدة وجهت ولاتزال بدعم وتحفيز القطاعين الخاص والصحة، حيث تشير التوقعات الى تحسن ايجابي في الاداء الاقتصادي خلال المرحلة القادمة. وقال الجبيري بأن لقاء الوزير يجسد في ذات الوقت الشفافية والافصاح التي تنتهجها الحكومة، وتوضح تفاصيل المشهد العام في ظل الشائعات المغرضة والمعلومات الغير صحيحة التي يتم تداولها بشكل كبير، مضيفا أن اقتصاد المملكة يحمل الكثير من التفاؤل والتحسن، واصبح واقعاً، خاصة انه يركز كثيرا على التوظيف التام لكافة المقدرات، وفيه من المرونة والادوات وعناصر القوة التي تجعله يتجاوز التحديات. وقال الباحث القانوني المهتم بالقانون التجاري أنس بن عبدالله الحمدان، أن اشارة وزير المالية حول وجود 50 دولة في العالم تحاول الدخول للسوق السعودي، تعني أننا سنشاهد مئات الشركات العالمية الجديدة التي ستساهم بشكل مباشر بتوفير عدد من الوظائف الجيدة، وخفض نسب البطالة، مما يعني متانة الاقتصاد السعودي في المستقبل، وهذا يؤكد أن رؤية المملكة 2030 تسير على الطريق الصحيح بتخطيط استراتيجي دقيق. من جهته قال الكاتب الاقتصادي علي الحازمي، أن حديث وزير المالية يحمل طمأنة كبيرة بأن الأمور تسير بوتيرة إيجابية، ونحن تجاوزنا الأسوء في هذه الأزمة على ضوء المعطيات فأسعار النفط وصلت إلى 46 دولار، وأضاف أكد الوزير بأن الاصلاحات مستمرة، وكل مايتعلق برؤية 2030، وهذا أمر مهم وفيه طمأنه كبيرة بأن المشاريع الكبيرة لم تتأثر بهذه الجائحة، وبأن الانفاق عليها مستمر، بالاضافة إلى طمأنه القطاع الخاص بأن الانفاق سيستمر حتى نتحاوز هذه المرحلة، ويقف القطاع الخاص على أرضية جيدة لمواجهة مثل هذه الأزمات. وتابع النقطة الايجابية المهمة هو عدم حديث وزير المالية عن انتهاء الدعم، بل أكد على أن الدعم مفتوح طالما هذه الجائحة قائمة، وهذه الطمأنه تعيد الثقة للقطاع الخاص وللمستثمرين، وأكد على أن المملكة تتمتع على رغم الجائحة باقتصاد جيد ، خاصة بعد رفع صندوق النقد الدولي النمو الاقتصادي للمملكة من 1.9 ليصبح 2.8 وهذه مؤشرات جيدة.