تُرفع الأقلام وتجف الصحف في حضرة الهلال، نادٍ لا يعرف للمستحيل معنىً ولا يعترف بمفهوم المُحال، متصدرٌ لقائمة الفرسان والأبطال، على مر السنين والعقود والأجيال، متفردٌ بالزعامة والسيادة والريادة فهو جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب التي تُروى وتُضرب به الأمثال!! حصل على البطولة المتممة للستين، لأنه ينشغل بنفسه ولنفسه بين احتفالٍ مقننٍ ببطولة وتحضيرٍ لما يليها في الميادين، فقدره الاحتفال في يوم والاستعداد في كل يوم وحين، يجود على مناصريه بالفرح والبهجة والابتهاج ويدع لمناهضيه النحيب والعويل والأنين، ما إن يحتفل ببطولة إلا وتعتريه لما يليها اللهفة والصبابة والحنين!! جائعٌ نائع لا يغمض له جفن حتى يحوز على البطولات، خزائنه غنيّة مليّة بما لذ وطاب من الذهب والإنجازات، لا يكتفي ولا يقنع بما يتأتى له من الألقاب ولا بما يعتليه من المنصات، فلله دره ما هذه الديمومة وما هذا الرسوخ وما هذا الثبات؟!! هو مالئ الدنيا وهو شاغل الناس، يأتيه الثناء والإطراء من شتى البلدان ومن مختلف الأجناس، لا يعرف ضَرْب أخماسٍ لأسداس، ولا يجيد اللعب في ما بين (الأقواس)!! ليس في ساحتهِ خانةٌ للعشرات بل هي الآحاد، وليس في مسيرته هدفٌ إلا الوصول للأمجاد، يسرج من أجل بلوغها الخيول والجياد، ويضرب في سبيل نيلها من الإبل الآباط والأكباد!! لا يشفق على منافسٍ ولا على غريم، يُرهب نفوساً بسياط التأزيم والتقزيم والتأليم، ويُلهب قلوباً بشواظ النغم وعزف أعذب الألحان وأسنى الترنيم، لا غرو في ذلك ولا عجب فهو القُطب والنقيب والزعيم.. قفلة: لو كانَ يقعدُ فوقَ الشّمس من كرمٍ قومٌ لقيل اقعدوا يا آل هلالِ ثمَّ ارتقوا في شُعاع الشمس كلكمُ إلى السماءِ فأنتمْ سادة الأبطالِ..