لا يليق بالشباب أن ينهي موسمه في المركز الثامن ولا حتى السادس، ولا يقبل محبو النادي أن تمضي السنوات دون أن يفرحوا ببطولة، فالشبابيون تعوّدوا على مشاهدة "شيخ الأندية" منافساً على الذهب تارة، وحاصدًا له تارة أخرى، ومنذ فترة طويلة لم ينقطع الشباب عن البطولات وصعود المنصات مثل هذه المرة، ولا يمكن تحميل الإدارة الحالية المسؤولية كاملة بأي حال من الأحوال، لأن ما يحدث اليوم حصاد أعوام سابقة عانى منها الشباب إدارياً ومالياً وانعكس ذلك عليه فنياً، ومازال يدفع ثمنها حتى اليوم. من يعمل يخطئ، ومن يجتهد ربما يجانبه الصواب، وفي الرياضة أنت لا تعمل وحدك، فالمنافسون يعملون أيضاً وينشدون الإنجاز، وفي النهاية لكل مجتهد نصيب، والعمل الأقل أخطاءً هو من يقود للانتصارات، أو على الأقل تحصد ثماره بالظهور بشكل مميز، وأقصد هنا تقديم فريق ثقيل داخل المستطيل الأخضر يسعد المشجعين والعشاق، لأن الأبطال المتوجين في كل موسم واحد أو اثنان. قبل بداية الموسم الجديد، الفرصة متاحة لإدارة النادي برئاسة الخبير خالد البلطان لتعويض الشبابيين عما مضى، وإعادة "الشيخ" لمساره الصحيح، المنافسة اليوم أصعب من قبل، وواثق من أن "القادح" على علم ودراية بذلك، فالمنافسون أصبحوا أقوى من قبل، واستعداداتهم ليست كالسابق، هنالك فرق مميزة داخل الملعب ومنافسة، مع ذلك لم تتوقف عند هذا الحد وعملت على تدعيم صفوفها بأسماء أفضل. أعرف جيداً أن القوة المالية عند تلك الأندية لا يمكن مقارنتها بالشباب الذي يعمل رئيسه وحده دون أي دعم شرفي كما يحدث على الأقل عند الجارين، لكن أعلم أيضاً أن خبرة البلطان الطويلة وعقليته وصفات أخرى تجعله قادراً على أن ينجز وفق الإمكانات المالية المتاحة له، والشواهد على ذلك كثيرة. برهنت المباريات الأخيرة على أن الشباب يحتاج إلى عمل أكبر خلال المرحلة المقبلة، وأقصد بذلك تعاقدات محلية وأجنبية إضافية لتلك التي نجحت فيها إدارة النادي في وقت سابق، لأن عودة شيخ الأندية لماضيه مرهونة برفع مستوى أفراد الفريق، وجلب لاعبين مميزين قادرين على إحداث الفارق، مع الاستغناء عن بعض الأسماء التي لم تنجح في إثبات وجودها، وخذلت الفريق في أوقات عدة. وبمناسبة الحديث عن اللاعبين، لا أتفق مع الآراء الشبابية التي تبالغ في نقدها للمدرب البرتغالي بيدرو كاشينيا، ولا مع تلك التي تطالب بإبعاده وجلب مدرب آخر، من الباكر الحكم على المدرب بسبب حداثة تسلمه الفريق، بالإضافة إلى أنه لا يمتلك الأدوات التي تساعده في مهمته، لابد أن يمنح الفرصة كاملة بعد أن يجهز فريقه بنفسه، ويجلب احتياجاته، لأنه من الظلم الحكم عليه قبل ذلك وفي الظروف الحالية. قبل الختام، أقول للشبابيين: خالد البلطان يستحق ثقتكم؛ لأنه القادر فعلاً على إسعادكم، ثقوا به وادعموه والتفوا حوله وقفوا في وجه كل من يحاربه أو يصفي حساباته الشخصية معه، انتقاد قراراته حق مشروع لكم لأنه معرض للخطأ كغيره من الرؤساء، لكن ميّزوا بين من ينتقد حباً في الشباب وأولئك الذين يدسون السم في العسل، وإن ظهروا بمظهر العشاق والمحبين، والجميل أنهم انكشفوا لأغلبكم، وأصبحوا مفضوحين!