كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، مصطفى أديب سفير لبنان لدى ألمانيا رئيساً للوزراء أمس الاثنين. وبرز اسم أديب لمنصب رئيس الوزراء بعد أن رشحه رؤساء وزراء سابقون من بينهم سعد الحريري الذي يقود أكبر حزب سياسي سني. ويجب أن يذهب منصب رئيس الوزراء لمسلم سني. وكان رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي أول عضو في مجلس النواب يرشح أديب رسميا خلال مشاورات بالقصر الرئاسي. والرئيس ميشال عون مطالب بتكليف المرشح الذي يحظى بأكبر قدر من التأييد بين النواب. وقال ميقاتي "سميّت السفير مصطفى أديب رئيسا للحكومة ليكون من ضمن فريق عمل كامل متكامل من اختصاصيين وإذا حصل ذلك يمكن أن نعد اللبنانيين بمستقبل واعد". ودعا الحريري، عقب لقائه مع الرئيس اللبناني الاثنين، إلى سرعة تشكيل حكومة من الوزراء المتخصصين. وأديب حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية وسبق له العمل مستشارا لرئيس الوزراء الأسبق ميقاتي. ويعمل سفيرا في ألمانيا منذ 2013. وستواصل حكومة دياب تصريف الأعمال لحين الاتفاق على حكومة جديدة. وأدت الأزمة المالية في لبنان إلى خسارة العملة ما يصل إلى 80 % من قيمتها منذ أكتوبر، وعجز أصحاب الودائع عن السحب من مدخراتهم في نظام مصرفي مصاب بالشلل. كما ارتفعت معدلات الفقر والبطالة. وسعيا لتأمين دعم مالي لإقالته من عثرته، بدأ لبنان محادثات مع صندوق النقد الدولي في مايو بعد تخلفه عن سداد ديونه الضخمة. لكن هذه المحادثات تعثرت وسط انقسامات على الجانب اللبناني بشأن حجم خسائر النظام المالي. بدوره شدد سعدد الحريري على أن لبنان لا يحتاج اليوم إلى مناورات بل لحلول. وقال الحريري، بعد لقائه عون: "الهدف يجب أن يكون إعادة إعمار بيروت، وتحقيق الإصلاحات المالية والاقتصادية، والتوصل إلى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي ليعاود المجتمع الدولي دعمه للبنان". وأضاف أن كل الكتل النيابية تعلم أنه للوصول إلى هذا الهدف، لا بد من أن تكون هناك حكومة مشكلة من أشخاص مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، مشددا على ضرورة أن تتشكل الحكومة بسرعة وتصوغ بيانها الوزاري بشكل أسرع. مصطفى أديب الذي كُلّف الثلاثاء بتشكيل حكومة جديدة، شخصية غير معروفة من اللبنانيين، يواجه مهمة شبه مستحيلة بإحداث تغيير سياسي وإجراء إصلاحات ملحة لإنقاذ البلاد من أزمة غير مسبوقة. ويتولّى أديب (48 عاماً) المتحدّر من مدينة طرابلس في الشمال مهام سفير لبنان في ألمانيا منذ العام 2013، وشغل من قبل منصب مستشار لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي. برز اسمه إلى التداول فجأة عشية الاستشارات النيابية، خلفاً لحسان دياب الذي استقالت حكومته تحت ضغط الشارع إثر انفجار 4 أغسطس. وبعد تعيينه ألقى كلمة مقتضبة تعهد فيها بالإصلاح وبالإسراع في تشكيل حكومة. ولن تكون المرة الأولى التي يدخل فيها أديب الذي احتفل الأحد بعيد مولده، إلى السراي الحكومي، إذ عيّنه ميقاتي مديراً لمكتبه في رئاسة الحكومة عام 2011، بعدما عمل مستشاراً له بين العامين 2000 و2004. ثمّ عيّنه سفيراً من خارج الملاك في السلك الخارجي في وزارة الخارجية والمغتربين برتبة سفير. وبحسب سيرة ذاتية منشورة على موقع سفارة لبنان في برلين، يحمل أديب دكتوراه في القانون والعلوم السياسية. بدأ مسيرته المهنية أستاذاً جامعياً في جامعات عدة في لبنان، وعمل أستاذاً متفرغاً في الجامعة اللبنانية منذ العام 2010، وفي فرنسا. شارك في إعداد أبحاث أكاديمية وقدّم استشارات في مجالات عدة، بينها الرقابة البرلمانية على قطاع الأمن واللامركزية والقوانين الانتخابية. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سارع مستخدمون إلى انتقاد تكليفه حتى قبل تعيينه رسمياً، معتبرين أنه "نسخة" أخرى عن رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي دخل الحكومة من بوابة الاختصاصيين وكبّلته القوى السياسية، ومن بينها تلك التي دعمت وصوله وعلى رأسها حزب الله.