استقرت أسعار النفط امس إذ يندفع إعصار هائل في خليج المكسيك صوب قلب صناعة النفط الأمريكية، مما يجبر منصات حفر النفط ومصافي التكرير على وقف الإنتاج. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر، التي ينتهي أجلها اليوم، 13 سنتا أو ما يعادل 0.3 بالمئة إلى 45.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 0540 بتوقيت جرينتش، بعد أن انخفضت 22 سنتا أو ما يعادل 0.5 بالمئة يوم الأربعاء. وصعد عقد خام برنت تسليم نوفمبر الأكثر نشاطا عشرة سنتات إلى 46.26 دولار للبرميل.وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سنت إلى 43.40 دولار للبرميل. وتسبب الخطر النابع من الإعصار لورا في دفع السوق للارتفاع هذا الأسبوع، لكن من غير المتوقع أن يؤثر على الإمدادات كثيرا بسبب أن مخزونات النفط والمنتجات النفطية ما زالت مرتفعة بسبب الضرر الذي ألحقته جائحة فيروس كورونا بالطلب على الوقود.ويقول محللون إن فائض في الإمدادات العالمية يضغط على أي معنويات تميل إلى الصعود في الأسعار ناجمة عن الإعصار. وتبلغ مخزونات النفط الخام الأمريكية 507.8 مليون برميل في نهاية الأسبوع المنتهي في 21 أغسطس، حتى بعد انخفاض أكبر من المتوقع بلغ 4.7 مليون برميل. وأوقف منتجو النفط يوم الثلاثاء إنتاج 1.56 مليون برميل يوميا من الخام، أو ما يعادل 84 بالمئة من إنتاج خليج المكسيك، وقاموا بإخلاء 310 منشآت بحرية.كما جرى إغلاق تسع مصاف تعالج نحو 2.9 مليون برميل يوميا من الخام إلى وقود، أو ما يعادل 15 بالمئة من طاقة التكرير الأمريكية. وقال متعاملون إن الأسعار الفورية لبعض درجات النفط الخام الآسيوية انخفضت لتباع بخصومات إلى سعر برنت المؤرخ في ظل ضعف الطلب من شركات التكرير في المنطقة، مما يقلص فارق السعر بين الخام منخفض الكبريت والخامات من الشرق الأوسط.وأضافوا أن فارق سعر الخام للتحميل في أكتوبر من ماليزيا وفيتنام مقابل برنت المؤرخ تراجع أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل مقارنة مع تداولات شحنات للتحميل في سبتمبر الشهر الماضي. وستدفع شركات التكرير في المعتاد سعرا أعلى مقابل الخامات الآسيوية منخفضة الكبريت عن خام الشرق الأوسط الذي يحتوي على نسبة كبريت أعلى ويحتاج المزيد من المعالجة.لكنهم قالوا إن هوامش نواتج التقطير الوسيطة تراجعت بنحو دولار للبرميل على مدى الأسبوعين الماضيين مما قلص الطلب على درجات الخام الماليزية والفيتنامية التي تنتج المزيد من هذه النواتج. كما أدت إجراءات العزل العام في أستراليا بعد زيادة حالات الإصابة بكورونا إلى خفض استهلاك الوقود على الرغم من أن شركات التكرير كانت تستعد لاستئناف العمل في سبتمبر. وقال أحد المتعاملين إن شركات التكرير الآن في وضع "الانتظار والترقب" وتتوقع المزيد من التراجع في الأسعار. لكن الأسعار قد تصل لأدنى مستوياتها نظرا لأن الخام الآسيوي الرخيص منخفض الكبريت أصبح أكثر جاذبية مقارنة مع الخامات عالية الكبريت مثل خام مربان بأبوظبي ومزيج إسبو الروسي.