منذ إعلان إدارة الشباب تعاقدها مع النجم الأرجنتيني بانيغا وهنالك من يغمز ويلمز حول الصفقة، مرة تقليلاً منها وأخرى تشكيكاً في حضور اللاعب للرياض، وفي كلا الحالتين يبدو واضحاً أن بانيغا أوجع بعضهم وأقلقهم بتوقيعه للشباب، وما أحاديثهم السابقة عنه إلا أمنيات أكثر من كونها أَخْبَارًا صحيحة. أعرف جيدًا حجم الصدمة التي سببتها صفقة بانيغا لمن لا يحب الشباب، ولا يرغب أن يعود لسابق عهده ولموقعه منافساً في منصات التتويج، لأن ذلك إن حدث ربما يعيدهم لتلك الأيام التي كانوا يصارعون فيها من أجل البقاء مع الكبار في الدوري الممتاز، وأعلم جيدًا ما يخفونه في قلوبهم تجاه شيخ الأندية، لأنهم يتمنون ألا يعود للواجهة حتى ينفردون بها، ولو كان الأمر بأيديهم لفعلوا ما بوسعهم من أجل إبعاده أكثر وأكثر عن موقعه بين الكبار، وكل ما أتمناه لهم مزيدًا من الصدمات المماثلة! بانيغا من أعظم الصفقات في تاريخ الدوري السعودي، نجم في قمة عطائه، وتوج قبل أيام مع إشبيلية الإسباني بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخه، لاعب سوبر ستار ومكسب كبير ليس للشباب فقط، إنما لملاعبنا، يتميز بذكاء وشخصية قوية وقيادية ومهاري، وسيستفيد منه الليث فنياً بالإضافة للاعبين الشبان الذين سيلعبون بجواره. تعاقد خالد البلطان مع بانيغا ضربة معلم غير مستغربة على القادح الذي يحب دائماً أن يترك له بصمة في الرياضة السعودية ولا يقبل أن يكون ضيف شرف، والأجمل أن الصفقة مجانية كون اللاعب انتهت علاقته مع ناديه السابق. حضور بانيغا للشباب أبعاده أكبر من كونه لاعباً فناناً يخدم الفريق داخل الملعب، فالشباب أصبح «عالمياً» بعد الصفقة؛ لأنه كان حديث محبي كرة القدم حول العالم، وذلك عندما أعلن التعاقد مع بانيغا، واستمر حديثهم بالإضافة لوسائل الإعلام العالمية بعد بروزه مع فريقه في الدوري الأوروبي ولعبه دورًا بارزًا في تتويجه بطلاً. اللاعب الأرجنتيني إضافة كبيرة لدورينا، وسيستمتع متابعو الدوري بلعبه وفنه، وسيجذب أنظار جماهير عالمية لمباريات الدوري السعودي والشباب تحديداً، فهو يمتلك شعبية كبيرة حول العالم، وله محبون وعشاق سيتابعون الشباب ويشجعونه، وستصبح مباريات الشباب مع بانيغا الأكثر مشاهدة في دورينا، وقد تتجاوز مشاهداتها مباريات «الديربي». ختاماً، أقول لغير الشبابيين ممن أزعجتهم الصفقة: اتركوا عنكم الغيرة والحسد واستمتعوا ببانيغا في الملاعب السعودية مع «الليث العالمي».