بالرغم من العلاقة التصنيعية التي تربط بين المنتجات البترولية المكررة، من المصافي وأهمها البنزين والنافثا، والمنتجات البتروكيميائية، حيث تستخدم النافثا لقيم لإنتاج بعض المواد البتروكيميائية والمركبات العطرية وأشهرها الإيثيلين، والستايرين إلا أن الكيميائيات لم يعان من تداعيات الجانحة، كمثل معاناة النفط من الضرر الكبير الذي لحق بالمشتقات النفطية من انهيار الطلب والأسعار من سوق الوقود، الذي تسبب أيضا بانخفاضات قياسية لعقود اللقيم من التكرير للكيميائيات والمركبات العطرية. وتتأثر اللقائم الكيميائية المرتبط بالنفط بانخفاض أسعار الأخير وشاهد العالم كيف تحطم الطلب على البنزين وانهيار أسعاره، بينما المادة المشتقة الستايرين لم تتأثر. ومع استقرار العقود الكيميائية لبنة البناء الأوروبية في الوقت الراهن بانخفاضات قياسية وبنسبة 32 ٪ من المصافي الأوروبية التي عطلت انتاجها أو قللت معدلات تشغيل مخفضة، مما يظهر حجم الدمار الناجم عن القيود الفيروسات التاجية وانهيار أسعار النفط. وفي بداية الربع الثاني تم تسوية عقود الإيثيلين والبروبيلين والبنزين في أوروبا مع انخفاض سعر النفط وتعطيل الأسواق النهائية مما أدى إلى انخفاضات غير مسبوقة. وكان هناك انخفاض مذهل بنسبة 70 ٪ في أسعار عقود البنزين الأوروبي لشهر أبريل الذي استقر عند 171 يورو للطن، بانخفاض قدره 424 يورو للطن مقارنة بشهر مارس. هذا هو أدنى مستوى منذ عام 2002. وكان من المتوقع حدوث انخفاضات عميقة حيث سجلت السوق الفورية خسائر حادة في الأسابيع القليلة الماضية. وانهار الطلب بسبب التأثير العميق على الصناعة بسبب قيود الفيروسات التاجية وسط انخفاض حاد في أسعار النفط، وعلى وجه الخصوص، أثر إغلاق مصانع السيارات وديناميكيات الضعف في قطاع الستايرين على الطلب على البنزين. وتم تسوية السعر المرجعي لعقود الإيثيلين الأوروبي لبداية الربع الثاني عند 720 يورو للطن، بانخفاض قدره 200 يورو للطن من مارس. هذا هو أدنى سعر مرجعي شهري للعقد منذ يونيو 2009 وأكبر تعديل فردي على أساس شهري منذ تغير توقيت العقد من ربع سنوي إلى شهري في يناير 2009 استجابة للأزمة المالية لعام 2008. كما تم تسوية السعر المرجعي لعقود البروبيلين الأوروبي لأوائل الربع الثاني عند 650 يورو للطن، بانخفاض قدره 175 يورو للطن من مارس. هذا هو أدنى سعر مرجعي للعقد منذ مايو 2016 ويمثل أكبر تعديل شهريًا منذ انتقال العقود من ربع سنوي إلى شهري في يناير 2009. وحينما انخفض الطلب على وقود النقل، وخاصة لاستخدامات السيارات والطائرات، قللت المصافي في أوروبا من استخدام السعة أو توقف الإنتاج حيث إن 32٪ من طاقة التكرير في أوروبا كانت إما غير متصلة أو تعمل بأسعار مخفضة. وهذا يشمل 25٪ من مصافي المنطقة التي اضطرت أن تعمل بمعدلات تشغيل مخفضة و7٪ من المصافي غير متصلة بالكامل. ولم تؤد العمليات المنخفضة في مصافي التكرير في أوروبا إلى تعطيل إنتاج المواد الكيميائية، حيث توفر السوائل أو النافثا والغاز الطبيعي لإنتاج المواد الكيميائية بالإضافة إلى حوالي 30٪ من إمدادات البروبيلين في المنطقة. وينافس عملاق البتروكيميائيات في العالم، شركة "سابك" في أسواق الستايرين من إنتاج شركتها التابعة "صدف" بصفتها أكبر منتج مفرد في العالم لإنتاج الستايرين بطاقة أكثر من مليون طن متري سنوياً تمثل حصة ضخمة من إجمالي الإنتاج العالمي المقدر بحوالي 35 مليون طن عام 2019 ينتج نصفها من آسيا حيث الاستهلاك الأكبر في استخداماته. في وقت يعد مجمع "صدف" من أكبر المجمعات البتروكيماوية في منطقة الشرق الأوسط، ويضم ستة مصانع عالمية للبتروكيميائيات تتجاوز طاقتها الإنتاجية السنوية أربعة ملايين طن متري. ونجحت "سابك" في أحكام السيطرة والهيمنة على كامل مجمع "صدف" باستحواذها على حصة شركة "شل" البالغة نسبتها 50% بقيمة ثلاث مليارات ريال (820 مليون دولار) ما أتاح المجال أمام "سابك" لتحقيق الاستفادة المثلى من عمليات مصانع "صدف" وزيادة الاستثمار في منشآتها، والاندماج بشكل أوثق مع الشركات التابعة الأخرى للاستفادة من فرص التكامل. وبدأ تشغيل مصانع شركة "صدف" عام 1986 بتكلفة إجمالية بلغت 12,4 مليار ريال، وتحصل الشركة على موادها الخام الأولية من شركة أرامكو السعودية التي تمدها بالإثين والبيوتن، وتحصل على الميثانول من شركة ابن سيناء التابعة لسابك، وتحصل على البنزين من شركة مصفاة أرامكو السعودية الجبيل "جاسرف". ونفذت "صدف"، وهي من أكبر المجمعات البتروكيميائية في موقع واحد في العالم بعد إنجاز جملة من المشاريع التوسعية العملاقة وتشمل توسعات "صدف"2 و3 التي نفذتها الشركة حيث تمكنت من خلال مشاريع "صدف2" من زيادة ثاني كلوريد الإيثيلين بنسبة 50% لتصل طاقته الإنتاجية إلى 840.000 إضافة إلى بناء مصنع "ام تي بي أي" بطاقة 700 ألف طن وتصديره لمختلف دول العالم قبل دعم شركة أرامكو السعودية بملايين الأطنان المترية لإضافتها لبنزين السيارات عوضاً عن الرصاص، وقد فاقت تكاليف الإنشاء 1.6 مليار ريال، إضافة إلى توسعة إنتاج الإيثيلين الى 1.1 مليون طن والتوسعة الأولى لمصنع الستايرين1. فيما شملت مشاريع "صدف3" التوسعة الثانية لمصنع الستايرين1، وإنشاء مصنع الستايرين2 الذي نفذته شركة "دايلم" الكورية الجنوبية للأعمال بتكلفة بلغت 638 مليون (ما يعادل 170 مليون دولار) حيث رفعت إنتاجية الستايرين إلى 1,1 مليون، ومصنع خام الايثانول الصناعي بطاقة 300,000 ومصنع الصودا الكاوية بطاقة 670,000 وقد رفعت هذه المشاريع إجمالي طاقة "صدف" الإنتاجية السنوية إلى 4.710 مليون طن متري.