ديوان "هطول" صدر العام 1419ه، للشاعر مزهر علي الشهري ويُعد الإنتاج الأول، وقد احتوى على العديد من القصائد المتنوعة ما بين الوطنية والحكمة والغزل وغيرها، وقامت برسم لوحة غلاف الديوان الفنانة التشكيلية السعودية فوزية عبداللطيف، وجاء في مقدّمة الإصدار قول المؤلف: "إليكم جميعاً أيها القراء أهديكم هذا "الهطول" الذي حرصت على تنويعه ظناً مني بأن رغبة الكثير منكم تكمن في التنويع، وتعدد الأغراض، ولا أخفيكم سراً بأنني ترددت كثيراً وعدلت مرّات عديدة عن طباعة هذا الديوان ولا أدري لماذا؟ وماذا عساني أقول فلم أجد لي عذراً أمام إلحاح وتشجيع زملائي وأصدقائي الذين كان لهم الدور الكبير في إقناعي بهذه الخطوة الجريئة فشكراً لهم جميعاً على مشاعرهم الفياضة بالحب والوفاء". ومن القصائد التي ضمها هذا الديوان قصيدة رائعة تبوح بالشوق والحنين والمشاعر الصادقة: ضج الورق في غربتي بالكتابه أما تكون الغربه إلهام والا انت يا صاحبي كل الحروف استجابه للذكريات اللي عليها تلونت ذكراك للأيام عزّ .. ومهابه أحسنت بالذكرى وبايامي احسنت تعال خذني من جحيم القرابه ما خنت حبك وانت لا شك ما خنت يا صاحبي ودع زمان الرتابه ما دمت بعيوني وروحي تمكنت لجلك تهل العين مثل السحابه حتى دموعي هيجنت يوم هيجنت أعيش ما بين العرى والذيابه آمنت بالغربه وفي حبك آمنت تعال مليت الرجا .. والصبابه وين أنت يا جرحي ومنفاي وين أنت؟ ومن قصائد الديوان للشاعر مزهر الشهري نختار هذه القصيدة بعنوان: "أحلام خضرا" والتي تعكس لنا مشاعر العشق الطاهر والجروح الأليمة نتيجة الحرمان وانتظار لحظات الفرح: الفجر بعيونك مصابيح وشروق والليل فوق اهدابك السود قمرا أشرق جبينك وامطرت غيمة الشوق واقبل يزف خطاك للنور مسرا اشوف لحظات الفرح حلقت فوق والياس ولا واقفت أيام غبرا يلوح في كبد السماء غيم وبروق واثر السحاب تخبي أحلام خضرا الدرب زفك وانتشا فيك مخلوق والحب لك والجرح لا بد يبرا أصل الجروح الداميه نار وحروق واظن ما غيرك بها اليوم يدرا الله وكيلك ما يرد الهوى طوق والدرب واضح كلما صار غدرا العشق ما يستاهل الغدر والبوق والحين ما غيرك على البال يطرا شفتك وهلت كلها دمعة الموق وقامت تهلّي فرحتي بك وتقرا الليل غنابك مواويل وطروق وإلا المحبة عاشت سنين عذرا مزهر الشهري