صدر حديثاً ديوان: "تراتيل عاشق" للشاعر مزهر علي الشهري، من القطع الصغير، وبلغ عدد صفحاته (110) ورقة، وتصدّر الإصدار مصافحة بقلم المؤلف منها قوله: "يظل الشِّعر سيد الفنون، بجماله، وروعة محتواه، وعندما يحضر، فهو لا يشبه الفنون، وربما لما فيه من الجنون، والشِّعر حالة تعبيرية مستثناة، وهي غريبة، لا يمكن وصفها مطلقاً، بكل حالة، فحينما تنتاب الشاعر، تعصق به حيناً، وتحلّبه حيناً، وتحرضه على العزلة، والكتابة، ويبدو لحظتها عليه التفاعل، والانفعال، فمشاعره تموج به، وخلجات وجدانه، تتراقص بقلبه مرّة، وبروحه مرّة" انتهى. واشتمل الديوان على العديد من القصائد الرائعة التي تميزت بقوّة السبك والحبك، وجمال الصور الشاعرية، وجزالة المعنى الراقي الذي صدر من قلب ينبض بالودّ والعشق: ضج النحيب وناظري سال سيله على قمر عني توارى ولا عاد ليلي حزين وصابني في رحيله سهم المحبة يا هلي صوبي انقاد يا ويل قلبي عقب فرقاه ويله الهم جاه وغربله والعنا ساد غاب القمر والقلب واجد صهيله نار الفراق مولّعه والهوى ازداد ومن الأشعار الجميلة التي ضمّها الإصدار بين دفتيه قصيدة "دنيا العطش" والتي تميزت بعذوبة المفردة، والبوح والحنين: رحال يا دنيا العطش عنك رحال جفت مواريدك وشحّت سحابك ما شفت براقك.. ولا شفت همّال اشرب عذابك واتهادى عذابك ما عاد لي حيلة.. ولا عاد لي حال روحي تشظت كلها في ترابك عطشان يا دنيا.. وميعادنا طال شابت عذاباتي على حد بابك ما للهوى عندك مكانه.. ومنزال العشق با دينا قضا في سرابك تلاشت أحلامي.. وغنيت موال غنيت يا دنيا وحاسب حاسبك ونختار من القصائد النادرة التي توشحت بالجمال، والأحاسيس الصادرة من قلب مُحب، وفاحت بعطر الكلمات الرائعة والمشوّقة: توشحت بالزين كله وراحت يا رب تسعدها.. وتسعد مساها فرحت بليلتها وفيها تباهت وغنّجت بالزين حتى خطاها فلّت ظفايرها وصالت وجالت وتراقصت كل المشاعر معاها انسامها بالورد والمسك فاحت وتعطّر المحفل بنفحة شذاها تعالت الصيحات معها تعالت واختالت الزينة وقامت تباها بخدها قمرا ونجمة تلالت ما غيرها بالليل يضوي سناها Your browser does not support the video tag.