فرضت جائحة كورونا ظروفاً استثنائية ومفاجئة على الجميع، وأبرزت قدرات الدول في إدارة الأزمات، فكانت مملكتنا الغالية نموذجاً يحتذى به في إدارة الأزمة على جميع الأصعدة سواء الصحية أو الأمنية أو الاقتصادية، وبالفعل برهنت على قوة وكفاءة كوادرنا البشرية وأبرزت التنظيم العالي والدقيق للأزمة وطريقة إدارتها على شكل هادئ متزن وفعال كبحت انتشار الفيروس وحافظت على النظام الصحي وزرعت الوعي والثقافة المجتمعية. صحياً، كانت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، سباقة مع مثيلاتها من الجهات الحكومية في إطلاق المبادرات والمشاريع، فبرزت بمبادرتي «امتنان» و»هيئتكم معكم» موجهة خصيصاً للممارسين الصحيين والمتدربين، لدعمهم خلال فترة الجائحة وتسهيل عملهم والوقوف بجانبهم على جميع المستويات، بل أدخلت السرور والبهجة إلى منازل الممارسين الصحيين حينما قدمت امتنانها إلى أهالي الممارسين ومعها كل عبارات الشكر والامتنان على تحملهم فترة عمل أبنائهم الممارسين الصحيين في مواجهة الجائحة، فكانت الرسالة رقيقة لطيفة بين سطورها معاني المحبة والإنسانية. «امتنان» مبادرة نفسية وعلمية وعملية ومجتمعية، راعت الجوانب النفسية للممارسين الصحيين وفي الوقت ذاته وفرت لهم ما يمكن أن يساعدهم علمياً وعملياً كما أنها أسهمت مجتمعياً، فعلى الصعيد النفسي نفذت مكالمات شكر وتشجيع للممارسين الصحيين، ودعتهم إلى شكر عائلاتهم، ونفذت خدمة «نبع» للقادة الصحيين، أما علمياً فأطلقت الندوات الإلكترونية ومكنت جهات التعليم الطبي لتقديم الندوات وأتاحت الدخول المجاني لمنصات التعليم وطورت برنامج التدريب للعناية المركزة، أما عملياً فمددت الهيئة التسجيل المهني للممارسين الصحيين واكتفت بساعات التعليم الطبي، ومنحت التسجيل المؤقت للممارسين، وأطلقت خدمة داعم للوقوف مع الممارسين الصحيين نفسياً ومساعدتهم في مواجهة الجائحة، في حين على الجانب المجتمعي شاركت الهيئة في برنامج التطوع الصحي ونشرت رسالة إعلامية تفاعلية حملت عنون «وطن العطاء». كذلك على الجانب الآخر كان للهيئة حضور بمبادرة «هيئتكم معكم» والتي يتضح من شعارها أن الهيئة مع متدربيها في مواجهة أي عوائق، وهي موجهة لمتدربي شهادة الاختصاص السعودية والزمالات والدبلومات، تناولت فيها عدداً من الجوانب المتعلقة بالاختبارات ومواعيدها وآلياتها والرسوم وغيرها من القرارات التي بادرت الهيئة فيها بالتعاون مع مجالسها ولجانها، دعماً ومنها ومساندة لهؤلاء الأبطال الذين يقفون مع زملائهم في التصدي للجائحة. مجمل القول: إن هيئة التخصصات الصحية نجحت بشكل لافت وواضح خلال الفترة الماضية، وأحدثت أثراً إيجابياً لدى الممارسين الصحيين، في الوقت الذي تحافظ على مأمونية الممارسة وحماية المرضى وهو دور مهم وكبير تؤديه الهيئة من أجل صحة وطننا ومجتمعنا.. فشكراً لمن صاغ هذه المبادرات ونفذها وسهر الليالي من أجلها.