تم تدشين أكاديمية مهد كأكبر مشروع رياضي لاكتشاف وتطوير المواهب، مؤذنة بوضع المملكة العربية السعودية في الطريق الصحيح، هذه الأكاديمية وضعت لاكتشاف وبناء مواهب تخدم الوطن على مدار السنوات المقبلة لتحقيق تطلعات الشعب السعودي في جميع الألعاب على المستوى الفردي والجماعي. وبالطبع الفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى إلى الدعم اللامحدود التي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لرفع جودة الحياة وتحقيق الإنجازات لرفع العلم السعودي في كافة البطولات في المستقبل. وزارة الرياضة وبعد الإعلان عن بدء العمل وانطلاق «أكاديمية مهد» وبقيادة الشاب الأمير عبدالعزيز الفيصل حملت نفسها مسؤولية كبيرة لضمان نجاح المشروع وأنا واثق كل الثقة بنجاح التجربة بإذن الله ولكن مع توفر بعض الأمور. أولاً: اجتماع الرغبة الصادقة والنابعة من القلب لاكتشاف وتطوير وتجهيز أبطال لهذا البلد العظيم ومع وجود رؤية واضحة لأكاديمية مهد، عنده سيكون لدينا ولدى الإدارة الرياضية في المملكة إحدى الأساسيات التي ستعتمد عليها الأكاديمية لهذا المشروع الجبار. وليكون هذا البند مكتمل الأطراف ومع خطة التوسع ل44 فرعاً في السعودية، على نفس المستوى من التجهيزات والإمكانات. وهنا أقصد بالطبع الإمكانات في البنية التحتية، وتواجد المشرفين والمدربين من أصحاب الخبرة وتوزيعهم على فروع مهد، وضع القوانين والسياسات الخاصة بمهد، وأيضاً المعايير التي يجب أن تكون مفعلة بكل دقة لتحقيق الأهداف المطلوبة. لذلك، يجب أن تطور أكاديمية مهد جميع القوانين وتضع التشكيل المناسب من المدربين، والإداريين لضمان الحفاظ على مستوى عالٍ يضمن تطبيق هذه القوانين والمعايير من جميع العاملين والمنتسبين لهذا الصرح. وبهذا نصل للنقطة الثانية، وهي تطوير المنتسبين من الطاقم الإداري والطاقم الفني. فيجب أن تكون هذه أحد أهم الملفات لدى وزير الرياضة وقائد الأكاديمية. فالموهبة في هذا النوع من الأكاديميات تحتاج إدارة ناجحة تبدأ من اكتشاف الموهبة حتى تصل بها إلى أعلى معايير الاحتراف المطلوبة وتحتاج إلى خطط يضعها المشرف الإداري ويشرف عليها أفضل المدربين والذين يجمعون الخبرة، المعرفة، وفن التعامل مع الفئة العمرية المستهدفة حتى يتحقق العدل بين المواهب وأيضاً السعادة بين أبطال مهد كما قال المدرب الإيطالي فابيو كابيلو. فتطوير جميع منتسبي مهد وتدريبهم وزرع فيهم أهداف وقيم الأكاديمية والإيمان برؤيتها، سينعكس ذلك على المواهب وأهاليهم وتحقيق النتائج بشكل أسرع. النقطة الأخيرة في هذا المقال والتي تضمن استدامة هذا الصرح الرائع فهي تركز على تكاليف بناء البنية التحتية لجميع المراكز، استقطاب الإداريين والمدربين، تكاليف التشغيل، وبالطبع تكلفة تطوير الموهبة خلال الخمس سنوات والتي تهدف الأكاديمية لاكتشاف المواهب من خلال مسح شامل لمليون و750 ألف موهوب واختيار الأفضل بينهم. كل هذه التكاليف إن لم يقابلها دخل ثابت يساعد في تقليل التكاليف التي ستتحملها الوزارة، فقد يصل المشروع لمرحلة تقنين الإنفاق بإغلاق بعض الفروع وتقليل البرامج وغيرها من الإجراءات التي قد لا تعكس الرؤية التي أعلنت في بداية المشروع. لذلك، أقترح أن يكون هنالك حفل سنوي لخريجي مهد مثلاً من لاعبي كرة القدم وتستطيع الأندية التوقيع مع هؤلاء اللاعبين عن طريق نظام (القرعة). الفرق الصاعدة حديثاً والتي تقبع في المراكز الأخيرة يحق لها اختيار المواهب أولاً والحصول على حق حصري للتوقيع معها، والفرق التي تحتل المراكز الأعلى تأتي تباعاً. ويكون هذا أحد مصادر الدخل لأكاديمية مهد بحيث يدفع النادي الذي يوقع مع الموهبة جيمع تكاليف التطوير مع 10 ٪ من قيمة العقد الموقع يذهب لأكاديمية مهد. بعض المداخيل الأخرى تكون من بيع المنتجات الخاصة بمهد، برامج تدريب متخصصة بشهادات للمهتمين ببعض الأمور المختصة بالرياضة مثل شهادات تدريب حراس، لياقة، رخص تدريب، إدارة رياضية، إدارة فعاليات وغيرها من الشهادات التي تمنح للتطوير. وأخيراً، يمكن لأكاديمية مهد العمل على إنشاء متحف خاص بالأكاديمية واستقبال الزوار لزيارة الأكاديمية بمبالغ رمزية تكون جزءاً من الخطة السياحية للمدن التي توجد فيه المباني الرئيسة. أهداف الأكاديمية طموحة، وهي اكتشاف وتطوير الأبطال لتحقيق البطولات والميداليات والوصول إلى مراكز متقدمة في كأس العالم وكأس آسيا، ولكن كنت أتمنى، وكلي ثقة في المستقبل أن يتم عرض أهداف مهد جميعها. فتحقيق كأس آسيا بعد 10 سنوات بوجود 5 لاعبين من مهد (50 ٪) يعد هدفاً واضحاً ولكن لا يغطي لنا مثلاً عدد اللاعبين الذين ترغب مهد بتخريجهم وانخراطهم في الأندية. وهذا يأخذني لنقطة أخيرة وهي: ما الخطط التي تنوي مهد العمل عليها لنشاهد لاعبين سعوديين في أقوى الدوريات الأوروبية يرفعون بطولات الدوري وبطولة دوري الأبطال. فهل نرى مثل تلك الأهداف أيضاً ضمن خطة الأكاديمية؟ هل يمكن أن تخرج لنا الأكاديمية ميسي أو رونالدو يمثلنا في أوروبا؟ في الختام، كلي ثقة بسمو الأمير عبدالعزيز على تقديم عمل مميز لاكتشاف المواهب وتطويرها والعمل على مستوى وطني نابع من حرصه ومسؤوليته التي سيعمل جاهداً لتحقيق أهداف الأكاديمية. مقر الأكاديمية سعود كماخي