شهدت المملكة اليوم (الإثنين)، تدشين مشروع أكاديمية «مهد» الرياضية، أحد أكبر المشاريع الوطنية التي تهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب الرياضية في المملكة، عبر مؤتمر صحفي أقيم بطريقة مبتكرة في العاصمة الرياض، تحت رعاية وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وبحضور شخصيات عامة من رياضيين ومثقفين وأكاديميين، وبمباركة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، والمدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو. وقال الأمير عبدالعزيز الفيصل: نحتفل هذا اليوم ولله الحمد بإطلاق مشروع (أكاديمية مهد) الرياضية، هذا المشروع النوعي والفريد من نوعه على كافة المستويات والأصعدة، الذي يهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب الرياضية في وطننا الغالي، في ظل الدعم غير المحدود الذي نجده من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واهتمامهما بالقطاع الرياضي وبشباب وشابات هذا الوطن الغالي، ووضع جميع الإمكانات الممكنة لتوفير البيئة الرياضية المناسبة التي تسهم في تطويرهم وصقل مواهبهم ليشرفوا وطنهم ويحملوا راية التوحيد خفاقة في جميع المحافل الدولية والإقليمية في المستقبل بإذن الله. وأضاف: إطلاق هذا المشروع الحلم، هو الخطوة الأهم نحو صناعة أبطال ينتزعون الذهب ويبهرون العالم، ويجعلون وطنهم يفخر بهم وبإنجازاتهم، ويجعل أمامنا تحديًا صعبًا في القادم من الأيام لتنمية هذه المواهب وأبطال المستقبل، من خلال دخولهم في أكاديميات محترفة مجهزة بأحدث السبل التعليمية والتدريبية والتقنية، تساهم في تطويرهم بالشكل الأمثل والأنسب. وتعدُّ (أكاديمية مهد) من أضخم الأكاديميات الرياضية حول العالم، وتهدف إلى صناعة جيل جديد من الأبطال الرياضيين السعوديين على مدار السنوات المقبلة، في كبرى المحافل الإقليمية والقارية والعالمية، على غرار كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية، ضمن مختلف الألعاب الفردية والجماعية، مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى ورفع الأثقال والسباحة والجوجيتسو والكاراتيه والجودو والجمباز والتجديف والريشة الطائرة وغيرها. ويستهدف هذا المشروع العملاق استهداف المواهب العمرية في كافة المناطق والمدن بالمملكة، ابتداءً من عمر 6 سنوات، وهو العمر الأنسب لبدء الأطفال ممارسة الرياضة التي تتطلب حركة جسدية مستمرة وتعلم المهارات اللازمة لكل لعبة، كما تسبقها اختبارات متعددة داخل عربات استكشاف مخصصة تجوب المملكة بداخلها أفضل التقنيات الحديثة، وبإشراف رجال فنيين وإداريين متسلحين بأفضل النظريات العلمية والخبرات العملية. وتعتمد «مهد» في آلية البحث عن المواهب على طريقتين مختلفتين: الأولى من خلال المدارس الابتدائية بالاستفادة من إمكانات أكثر من 10 آلاف معلم تربية بدنية، تزامنًا مع جهود كشافي «مهد» الباحثين عن المواهب في المدن والمحافظات والقرى السعودية، بينما المرحلة الثانية تستقطب الموهوبين المرشحين بواسطة المعلمين والكشافين، ما يعني انضمامهم إلى مراكز اكتشاف الموهوبين البالغ عددها أكثر من 44 مركزًا رياضيًّا، مع مسح موهبة 1.7 مليون طفل بحلول عام 2025. وتنوي «مهد» إنشاء مبانيها بطراز هندسي حديث داخل 3 مدن سعودية (الرياض، جدة، والدمام)، حيث ستبدأ عمليات الإنشاء في العاصمة داخل مقر وزارة الرياضة مع مطلع عام 2021، تليها مدينة جدة في محيط مدينة الملك عبدالله الرياضية عام 2022، بينما تنطلق عملية بناء مقر الأكاديمية في الدمام عند منطقة الصالة الخضراء، وستكون مكتملة في عام 2023، بينما اختيرت المواقع بناءً على الكثافة السكانية والبعد الجغرافي بين المناطق المجاورة بشكل عام. وتحتوي «مهد» على 6 أقسام رئيسية، أولها قسم اكتشاف المواهب وتقييمها بمختلف الرياضات عبر كشافين متخصصين في علم اكتشاف المواهب، يجرون اختبارات مكثفة وفق معايير علمية، والقسم الثاني التدريب، ويهدف إلى رفع عدد ساعات التدريب إلى 3 ساعات يوميًّا صباحًا ومساءً، والثالث قسم تطوير الأداء الرياضي الساعي إلى تحسين المواهب من خلال قياسات الأداء مع توفير رعاية وتغذية صحية ونفسية، بجانب مركز طب رياضي، فيما سيكون القسم الرابع مختصًّا بالتميز والابتكار، ويعنى بتنفيذ الأبحاث الرياضية مع كبرى المراكز الرياضية حول العالم، ضمن شراكات ثنائية مع الدول المتقدمة رياضيًّا، أما القسم الخامس فيختص بالتقنية الرقمية الحديثة المدعومة بشبكة تقنية تساعد على تطوير التدريبات، وتحويلها إلى بيانات تفيد في اكتشاف المواهب مع تأسيس قاعدة بيانات وإحصائيات وطنية شاملة، أما القسم السادس والأخير فيتعلق بالمنافسات، حيث يسعى إلى اختبار قدرة وتحمل المواهب الصغيرة بواسطة الاحتكاك مع الفرق العالمية، من أجل كسر الحاجز النفسي مبكرًا. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمشروع أكاديمية «مهد» الرياضية عبدالله بن فيصل حماد، خلال كلمته أثناء مؤتمر الافتتاح: لدينا في السعودية أكثر من 1.7 مليون طالب وطالبة بالمرحلة الابتدائية، يمارسون الرياضة بمعدل ساعة أسبوعيًّا، ولا يتم اكتشاف مواهبهم إلا بعد تجاوزهم سن ال14، وهذا العمر يصعب معه صناعة بطل رياضي، بينما يكمن دورنا في «مهد» باكتشاف هؤلاء الأطفال الموهوبين مع تدريبهم وصقل مواهبهم وزيادة ساعات الممارسة لديهم في الأكاديميات. يشار إلى أن (أكاديمية مهد) تسعى إلى تصنيف المملكة «المرجع العالمي الأول» في اكتشاف وتطوير المواهب مع تصدير أفضل الممارسات الرياضية، مع بناء منظومة اجتماعية راقية تزرع روح التحدي في نفوس الصغار من كلا الجنسين، فيما اقتبست «مهد» اسمها من صلابة أرض المملكة وعراقة تاريخها وروح شعبها ودعم قيادتها، فيما جاء شعارها بعنوان أرض الأبطال تحفيزًا لانتزاع الذهب بمختلف الأوقات، أما علامتها فتكونت من رموز الكأس والشعلة الأولمبية والممارسة الرياضية والصقر العربي الحر والنخلة والتعليم.