صدرتْ مطلع العام الجاري الطبعة الأولى لكتاب الأستاذ أحمد بن حمد اليحيى، الموسوم ب أحوال جزيرة العرب قبل النفط، دراسة تحليلية للأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسكانية للأقاليم التي تكونت منها المملكة العربية السعودية خلال القرن 13ه (19م)، وقد جاء الكتاب في 550 صفحة من القطع الكبير، بتقديم علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر، والذي أشار المؤلف إلى اعتزازه باطلاعه على الكتاب قبل 20 عاماً أمضاها في مراجعة المادة وإثرائها بالمستجدات والإضافات المفيدة. استهل اليحيى كتابه بذكر سبب تأليف الكتاب حيث يشير إلى أنه عبارة عن محاولة للإجابة على استفهامات أبنائه وأبناء الجيل عن حياة الأجداد وعن أحوال الجزيرة الاجتماعية والاقتصادية قبل اكتشاف النفط؛ سعيًا لإيجاد قاعدة للمعلومات عن تلك الجوانب؛ ليقام عليها جسر يربط الماضي بالحاضر، قبل إبرازها للأجيال الحالية واللاحقة، استعرض بعدها الصعوبات التي واجهته أثناء إعداد الكتاب، قبل أن يبدأ في ذكر أهم المصادر والمراجع التاريخية التي استعان بها لإنجاز هذا السفر الضخم والمميز. قسّم اليحيى كتابه إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، جعل أول الفصول حول جغرافية جزيرة العرب، ودولها القديمة منذ ما «قبل الميلاد»، واستعرض الحالة السياسية في الجزيرة من القرن الهجري الأول إلى تفكك الأقاليم بعد الدولة السعودية الثانية، وانعكاس الوضع السياسي على الحالة العامة، وجعل الفصل الثاني لاستعراض معالم الحياة الاجتماعية بعاداتها وتقاليدها، وأساليب العيش، والأوضاع التعليمية والصحية، وفي ثالث فصول الكتاب تناول معالم الحياة الاقتصادية في الجزيرة العربية، أعقبه في الفصل الرابع بتسليط الضوء على السكان وتوزيعهم بين أقاليم الجزيرة التي تكونت منها المملكة، قبل أن يختم اليحيى آخر فصول الكتاب بالتعريف بأشغال السكان وطبائع مهنهم، والتنقلات العمالية بين الأقاليم، وأخيراً الأجور السائدة في تلك الفترة.