في كل صباح .. يوقِظُ جرس الحلم 1.7 مليون موهبة ومستقبل واعد. يُبعثون إلى ساحات المعرفة الشاسعة إلى العمل إلى.. الأمل.. يحملون قراطيس العلم وحقيبة مغلقة بإحكام على ظهورهم تثقلها الموهبة والإبداع. "عندنا مواهب كثيرة ابنتي موهوبة صاحبي فنان ولد حارتنا لعيب وغيرها من عبارات شغوفة تشير إلى ثروة محفوظة في مناجم الطفولة لم تطور وتكتشف، وربما كسدها الزمان أو ضاعت بين ركام انتظار الفرص. آلاف المدارس والملاعب والساحات تشهد كل يوم ميلاد موهبة وطنية جديدة، وذكريات محفورة على أعمدة المرامي ومضامير العدو الإسفلتية القديمة أنّ "موهبة مرت من هنا". تتساقط المواهب الرياضية كأوراق الخريف البالية ولا تعود وبعضهم تقودهم الحياة بلغة المنطق إلى خطوط الإنتاج التقليدية ليكونوا منتجاً مقبولاً لشكلية اجتماعية اعتيادية تاركين خلفهم ثوب الموهبة معلقاً على خطّاف الباب حتى النسيان. فالهدف المأمول في رياضتنا المحلية هو انتزاع المجتمع الموهوب من مقاعد التشجيع والتمني ودفعه إلى الملاعب والساحات التطويرية، لتحقيق إنجازات وطنية تاريخية رفيعة، تحاكي ثواني الانتصار الأخيرة في سباق الكابتن هادي صوعان أو قفزة فريق الفروسية البطولية نحو الأولمبية. فرفوف الجوائز الرياضية غالَبَها الانتظار وغشّاها الغبار وهي مازالت حبيسة التاريخ عاجزة عن ترجمة الطموح والأمل الذي يحمله هذا الوطن الكبير وشعبه الحالم للعالمية. في عام 1960م سجل الميدان الأولمبي في روما، أكبر انتكاسة للبعثة الفرنسية الأولمبية في تاريخها، حيث عادت بأعناق خالية من الذهب ونتائج محبطة هزت الرأي العام الفرنسي والقيادة حينها. فرنسا قائدة التحول الأولمبي الحديث، لم تحتمل مأساوية النتائج ووقع الهزيمة رغم تحقيقها ل5 ميداليات فضية وبرونزية وقتها. مما ساهم في انتفاضة رياضية قادها رئيس الوزراء الفرنسي الجنرال شارل ديغول، لتأسيس أكبر صالة رياضية مغلقة في أوروبا، وإطلاق رؤية رياضية جديدة ترتكز على المعرفة والبحث العلمي والتمكين الرياضي الشمولي للفئات العمرية الواعدة من خلال المعهد الوطني الفرنسي للرياضة والآداء INSEP. هذا الحراك الرياضي الفرنسي وما نتج بعده من تحول جذري في النتائج والإنجاز، أحد الأمثلة الخالدة لرؤية طموحة وقرار نوعي صنع واقع الرياضة الفرنسية اليوم. فبعد كل هزيمة وإحباط هناك دائما فرصة لركلة بداية جديدة ووقفة تحول جادة نحو مستقبل البطولة الواعد. لذلك كان لزاماً علينا أن "يحين الوقت" وتنطلق المنظومة الرياضية "مهد" لتكون الحلم الجديد لكل موهبة وإنجاز وطني طموح. مهد هي حالة متجددة تجمع بين المنهجية التدريبية الفريدة، البنية التحتية المتينة، التمكين المهني للكوادر الوطنية وحاضنة نخبوية للموهبة والموهوبين. نهدف من خلال مهد أن تكون المملكة المصدّر الأول لعلوم التمكين والتطوير الفني للفئات السِّنة، والقبلة المعرفية للموهبة والتميز الرياضي. نعم "حان الوقت" أن تكون لنا مستهدفات رياضية واضحة وطموح جريء وخطة عملية تعيدنا لخارطة الرياضة العالمية. نؤمن في مهد أن الرياضة منافسة وتحدي يحفز على الإيجابية والسلوك التنموي المتناغم مع المجتمع، وأن من خلال الرياضة يمكن أن نبني جيلاً من القادة والأبطال يساهمون في التطوير المجتمعي المستدام، وتحقيق الميداليات والإنجازات البطولية لبلادهم في المستقبل القريب بإذن الله. فلكل معلم تربية بدنية مخلصٍ في رسالته لكل أب وأم يؤمنون بموهبة أبنائهم .. وأخيراً لكل موهبة تحمل حلماً أن تكون جاء وقتك جاء وقت مهد.