نظّم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ندوة التعايش وحماية النسيج المجتمعي. وكان الحديث عن المجتمع السعودي ومفاهيم الاعتدال والوسطية. وتمت العودة إلى فكر وتوجه موحّد هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي جمع المناطق في منظومة واحدة ودولة ذات سيادة معتمداً على العدل والتعايش والمساواة في الحقوق والواجبات، وكان ذَا فكر معتدل وسطي متعايش مع الآخر حتى أنه استفاد في بناء الدولة بشخصيات أجنبية وخبرات مميزة مثل؛ يوسف ياسين ورشاد فرعون وحافظ وهبه ورشيد الكيلاني وفؤاد وغيرهم. وكان المجتمع قبل حركة جهيمان مجتمعاً متعايشاً معتدلاً متسامحاً في الإطار العام، ولكن بعض هذه الحركة المتطرفة أخذت بعض مطالبه كوسيلة لخلق الصبغة الدينية في المجتمع. وتأثر بذلك التعليم والإعلام ومنابر الجمعة واستغلت حركة الإخوان الغادرة المجال لفرض سيطرتها واختراق التعليم ونشر الفكر الأممي والخلافة وتذويب مفهوم الوطنية. وتحدث عن ذلك الأمير نايف -رحمه الله- للسياسة الكويتية، وهو ما أسماه خالد الفيصل بالمنهج الخفي في أطروحاته ومنها مقاله (من ضيع البسمة). وساد الغلو والتطرف وانتشرت دعوات الإقصاء والغلو والتشدد والتطرف والتضييق على بعض الطوائف والمذاهب، وبدأت موجات الإرهاب التي أربكت التنمية حتى أن هذه الاختراقات لم تكن خاصة بوزارات خدمية بل طالت وزارة مهمة كوزارة الداخلية كما حدث من أفعال مشينة للخائن الهارب الفاسد سعد الجبري. وبعدها -ولله الحمد- شهدنا عصراً جديداً عظيماً هو عصر الحزم والعزم وقال سمو سيدي ولي العهد لن نعود إلى ما قبل حقبة 79 وتحدث عن اختراق الإخوان للمجتمع. ولهذا حتى نسير في طريق التعايش ينبغي البدء في التعليم ونشر صيغ التسامح عبر مقرري فقه الاختلاف والثقافة الإعلامية وصدور أنظمة ضد العنصرية والطائفية والكراهية ومنع أشكال التمايز والنعرات وترديدها (صوفي، رافضي، إسماعيلي، خضيري، قبيلي) وتثقيف المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه الشباب توجيهاً وطنياً صالحاً. وبهذا ننطلق بلداً عظيماً متسامحاً، كما يقوده سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وشافاه-، وسيدي سمو ولي العهد -حفظه الله ورعاه-.