لا تقتصر فوضى الإعلان لدى حسابات التواصل الاجتماعي، على غياب الضوابط الأخلاقية في اختيار المعلن، بل يتعدى ذلك في غياب الضوابط القانونية في طريقة الإعلان، على الرغم من سن القوانين لضبط التجارة الرقمية، تشمل عملية التسويق الرقمي لسد فراغ هذه الضوابط. هذا الفراغ انعكس على الدعايات الترويجية التي تقدم في المنصات الرقمية، إذ بات من المعتاد والدارج مشاهدة مخالفات لقوانين الإعلان والتسويق في هذه المنصات، سواء من ناحية التضليل في الدعاية، أو حتى من ارتكاب مخالفات جسيمة في إطلاق صفات صحية تسويقية على منتجات غذائية أو طبيعية دون موافقة الجهات المختصة في الفسح الدوائي، الحديث عن فوضى الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي لا يتوقف عند التضليل في المنتج، بل يتعداه في كثير من الأحيان باقتحام رواده عالم الدعاية للمنتجات الصحية، أحد "التابوهات" الأخلاقية التي لا يتورع كثير منهم في التربح من ورائها دون أي مسؤولية، على الرغم من تحذير هيئة الغذاء والدواء السعودية من التلاعب الدعائي في هذا الصدد. العالم يتجه إلى الMicroblogging platform "منصة المدونات الصغيرة" وهذا ما يُفسر صعود البرامج والتطبيقات كسناب شات وفيس بوك وانستغرام وتويتر وغيرها فكل الشركات تتجه لهذه البرامج التي تستطيع إيصال خدماتها بشكل أسرع، فهي لا تساعد في توسيع سمعة المنتجات إلى حد كبير فقط ولكن من الممكن تحويل المنتجات إلى فوائد اقتصادية مرموقة، فإذا تحدثنا عن هذه البرامج بلغة الأرقام سنجد أن هناك اقتصاداً خفياً مهدراً قد يكون من أهم اقتصادات المستقبل. وعلى الرغم من نجاح مشاهير السوشال ميديا في استقطاع نصيب من كعكة الإعلانات إلا إن تأثيراتهم تبقى محدودة، فقياس هذا التأثير الإعلاني غير واضح إذ إنّه لا توجد دراسات علمية دقيقة ولا تزال طرق القياس تقليدية من خلال حجم المبيعات فقط بعد كل إعلان وهذا الطرق لا تهتم بها الشركات الكبيرة لكنها قد تكون مرغوبة في الشركات الصغيرة التي لا تستطيع تحمل أو مواجهة تكاليف الإعلان عبر الوسائل التقليدية، ومع الأسف فإنّ السلوك الإعلاني لبعض المشاهير في تزكية المنتجات واستعراضها بأي ثمن ليضمن رضا العميل حتى وإن كان ذلك على مصلحة المتلقي والمتابع، فلابد أن يضعوا في حساباتهم مراعاة المحاذير الاجتماعية والأخلاقية التي يتناسونها كثيراً. من مظاهر الدعاية المضللة كذلك الترويج لبضائع بشكل مبالغ فيه، وإخفاء العيوب والسلبيات، وتحسين صورة منتجات وخدمات رديئة، بحيث يظن المتابع أن هذه البضاعة والخدمات هي الأفضل جودة وميزة، ليتفاجأ بعد تجربتها بأنها ليست كذلك على الإطلاق، وكذلك خلط بعض المشاهير بين آرائهم الشخصية والإعلانات المدفوعة لهم، فقد يقوم بعض المشاهير بالترويج لمنتجات هم أنفسهم غير مقتنعين بها لتحقيق ربح مادي، فيتوهم متابعوهم أن هذا هو رأيهم الشخصي وتوصية منهم بهذه المنتجات، فيتأثروا بذلك نتيجة هذه الحيلة التسويقية.