أيام خلت أتذكرها دائماً وتعد من أيام الطفولة المتأخرة كنت أجمع ما بين الدراسة والعمل نعم أدرس في الصباح وبفضل من الله وأعمل عصرا إلى آخر الليل حيث كنت أعمل في بيت الجمجوم وفي السينما التي كانوا يملكونها براتب شهري 30 ريالا وكان لهذا الراتب شأن كبير كان ذلك في العام 1965م. في مدينة جدة أسرة الجمجوم التي كنت أعمل لديهم أسرة كبيرة ومعروفة في جدة منهم فؤاد جمجوم الذي ربط اسمه في السينما في ذلك الوقت، وعندما كنت أعمل لديه كنت متقنا لعملي في إصلاح الأفلام وعرضها رغم صغر سني، بالإضافة إلى المجموعة التي كانت تعمل معي في ذلك الوقت، منهم من توفاه الله ومنهم من ما زال على قيد الحياة. السينما في ذلك الوقت تعتبر قمة الترفيه البريء المتاح وكانت سينما الجمجوم الوحيدة التي تعرض فيها الأفلام بأسلوب بسيط جدا كان لديهم أربعة أحواش في حي البغدادية، وكل حوش له اسم، بالإضافة إلى صالة مغلقة ومكيفه خاص للأسر فقط ودخول الأسرة الواحدة يكلف عشرة ريالات، أما تكلفة الدخول إلى الأحواش بثلاثة ريالات للشخص الواحد. وهناك أيضا خدمة أخرى متاحة لدينا، فكان بإمكانك أن تستأجر الفيلم لتعرضه خاص بمنزلك ولصغر سني في ذلك الوقت كنت أنا من أذهب لأعرض لهم الفيلم، وغالبا لا يطلب هذه الخدمة إلا الأسر ميسورة الحال لتكلفتها العالية فكانت قيمة العرض الواحد "100" ريال. الأفلام التي كنا نعرضها غالبيتها كانت أميركية مصرية وهندية من هذه الأفلام التي أتذكر بعضها :جيمس بوند - الباحثين عن الذهب لعمر الشريف - قصر الرعب" وأفلام كثيرة أخرى. عملت في هذا المجال منذ ذلك التاريخ وتركت هذا العمل تاركاً جدة متوجها إلى الرياض أكمل مشواري العملي في مجال صيانة السيارات وأنا في هذا المجال إلى يومنا هذا.