سجلت المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، المركز الرائد للأعمال والخدمات اللوجستية، مؤخراً نمواً بنسبة 10.6٪ في قطاع التجزئة والتجارة الإلكترونية، بقيمة أعمال إجمالية بلغت 37.6 مليار درهم؛ على الرغم من التحديات الكبرى التي واجهت الاقتصاد الإقليمي والعالمي في الآونة الأخيرة. وتضطلع أكثر من 1000 شركة من 96 بلداً بدور محوري في قطاع مبيعات التجزئة والتجارة العامة في جافزا، مستفيدة من بنيتها التحتية الفريدة ذات المعايير العالمية، ما جعل منها موقعاً مثالياً لتأسيس وتشغيل الشركات التجارية. وتتوزع شركات قطاع مبيعات التجزئة والتجارة الإلكترونية في جافزا على حسب بلد المنشأ إلى العديد من المناطق؛ حيث أن حوالي 39٪ من تلك الشركات من منطقة الشرق الأوسط، و30٪ من آسيا، و15٪ من أوروبا، و9٪ من أمريكا الشمالية، و7٪ من إفريقيا، و1٪ من أوقيانوسيا. وتوظف تلك الشركات مجتمعة ما يزيد على 10,000 شخص، ويبلغ مجموع مساحات المرافق والمقرات التي تعمل بها حوالي مليوني متر مربع. وعلى الرغم مما شهدته دول المنطقة من انخفاض كبير ومفاجئ في نشاط الأعمال التجارية، إلا أن اللجوء إلى التعامل مع البدائل التكنولوجية خلق شريحة جديدة من المستهلكين، وأوجد طلباً غير معهود في سوق التجارة الإلكترونية، وتمكن مجتمع مبيعات التجزئة في دولة الإمارات من انتهاز الفرصة والاعتماد على جافزا مستفيداً من ابتكاراتها التكنولوجية لدعم احتياجاته اللوجستية التي توفر عمليات البيع الشاملة عبر الإنترنت. واستطاعت جافزا من إنشاء شبكة تواصل متعددة الأنماط لقطاع مبيعات التجزئة والتجارة الإلكترونية، مؤكدة التزام دبي بتسهيل تطوير وتنمية التجارة الإقليمية والعالمية على المدى البعيد. وبهدف تقديم مزيد من الدعم لهذا القطاع، نجحت جافزا في تحسين تدفق البضائع المنقولة من الجو إلى البحر بشكل كبير؛ عبر إطلاق دورة عمل جديدة اختصرت من خلالها العديد من عمليات وإجراءات الموافقة اللازمة لانتقال البضائع بين المناطق الحرة المختلفة. وقال محمد المعلم، المدير التنفيذي ومدير عام موانئ دبي العالمية - إقليم الإمارات، والمدير التنفيذي لجافزا: "خلال شهر مايو 2020، استحوذ قطاع أعمال التجارة الإلكترونية على أعلى عدد من التراخيص التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما شهدت الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام زيادة بلغت نسبتها 300 في المائة في طلب المستهلكين على خدمات التجارة الإلكترونية؛ وبات من الجلي بما لا يدع مجالاً للشك أن المستهلكين قد اكتشفوا أسلوباً جديداً للحصول على مشترياتهم، حيث تُظهر البيانات زيادة المبالغ التي يتم إنفاقها للتسوق عبر الإنترنت، ونحن هنا مستعدون للاستفادة من هذا التحوّل في عادات التسوّق". وأوضح المعلم: "لقد تسببت جائحة كورونا في إحداث تغيير جوهري في عادات التسوق لدى المستهلكين، ونتج عن هذا التغيير أثر عزز بشكل إيجابي أهمية شبكة الإنترنت لتكون المحفز الرئيس في إعادة صياغة أسلوب حياة الأفراد وتشكيل عاداتهم الرقمية. ولمواكبة ذلك، قدمت موانئ دبي العالمية مبادرة "منصة" الإلكترونية، والموجهة لقطاع البيع بالتجزئة في الإمارات، بالتعاون مع تحالف الشحن الرقمي "ديجيتال فرايت أللاينس" ذو الامتداد العالمي، لتكون سوقاً مفتوحة عبر الإنترنت للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتقوم فرقنا في جافزا بالتواصل مع تلك الشركات لمساعدتها في تحويل أعمالها إلى النموذج الإلكتروني وفتح متاجرها عبر الإنترنت. ومن الآن فصاعداً، يجب العمل على إجراء المزيد من الدراسات لتقييم وتخطيط آليات الانتعاش الاقتصادي، لتأخذ في عين الاعتبار أن التسوق عبر الإنترنت حالياً يمثل تطوراً طبيعياً وجزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياة المستهلكين.