أسّست حكومتا دبي ومصر شركة تنمية، بين مجموعة «دبي العالمية» والهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، التي أُطلقت رسمياً عبر موافقة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على إنشائها كشركة تنمية رئيسة مشتركة، كي تنفّذ مشاريع في منطقة قناة السويس، وذلك في اجتماع عقده في القاهرة مع رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي ل «مجموعة موانئ دبي العالمية» رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة سلطان أحمد بن سليم، ورئيس هيئة قناة السويس رئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس الفريق مهاب مميش. وأكدت حكومة دبي في بيان، أن الحدث «يتوّج مسيرة التطوير الشامل لمنطقة قناة السويس التي تُعد من أهم المناطق العالمية لتطوير خدمات الموانئ والمناطق التجارية واللوجستية، ومن أكثر المناطق تميزاً في العالم على الصعيد الاقتصادي، نظراً إلى قربها من الأسواق العالمية، واستحواذها على جزء كبير من حركة التجارة العالمية العابرة للقناة، التي تمثل عموداً فقرياً للنقل البحري على الصعيد الدولي». وأفادت بأن «موانئ دبي العالمية» ستنشىء منطقة صناعية ولوجيستية وتجارية متكاملة، تشمل كل الخدمات والمناطق السكنية والترفيهية في منطقة قناة السويس الاقتصادية». وقال بن سليم: «انطلاقاً من التوجيهات السديدة لقيادتنا الحكيمة والرؤية الثاقبة لنائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تبادر «موانئ دبي العالمية» إلى تأسيس شركة التنمية المشتركة مع الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، لدعم خطط الأشقاء في مصر لتنمية الاقتصاد وتطويره، من خلال مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس». وأعلن «العمل على مساندة هذا المشروع الحيوي عبر نقل تجاربنا وخبراتنا الإقليمية والدولية في تطوير الموانئ والمناطق الحرة في مناطق العالم وقاراته». تحالف استراتيجي وتلقت صناعة الموانئ والخدمات اللوجيستية العالمية باهتمام، الإعلان عن تأسيس شركة التنمية المشتركة الجديدة بين «موانئ دبي العالمية» والهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، باعتبارها تمثل تحالفاً استراتيجياً. إذ ستنقل المجموعة الإماراتية عبر هذا المشروع المتكامل تجربتها الدولية، في صناعة تطوير المناطق التجارية واللوجيستية المتكاملة، مستندة إلى الدور العالمي لإمارة دبي في هذه الصناعة عبر النموذج الذي قدمته إلى العالم والمتمثل بتطوير ميناء جبل علي والمنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) وإدارتهما بقيادة «موانئ دبي العالمية». ويُعتبر ميناء جبل علي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وهو محوري لأكثر من 90 خدمة ملاحية أسبوعية تربط أكثر من 140 ميناء في أنحاء العالم، وبطاقة استيعابية تصل إلى 22.1 مليون حاوية نمطية قياس 20 قدم، مع إنجاز مشاريع التوسع الحالية للميناء بحلول عام 2018. وتستحوذ «جافزا» على 32 في المئة من مجموع الاستثمار الأجنبي المباشر المتدفق إلى الإمارات، كما تساهم في 21 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي سنوياً، ويعمل في المنطقة الحرة لجبل علي أكثر من 144 ألف موظف. وسجلت «موانئ دبي العالمية» تحسناً جيداً في دخلها عام 2016، وسجلت أرباحها، على أساس التقارير المحاسبية، نمواً في العائدات نسبته 4.9 في المئة. فيما ازدادت الأرباح المعدلة قبل اقتطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 17.4 في المئة، وبلغ هامش الأرباح المعدلة قبل اقتطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك 54.4 في المئة. وتنطلق «موانئ دبي العالمية» إلى إنشاء المنطقة الصناعية واللوجيستية والتجارية المتكاملة في قناة السويس، من خلال الشركة الجديدة. وستتولى المجموعة تشغيل ميناء العين السخنة المصري القريب من المدخل الجنوبي لقناة السويس على البحر الأحمر، ما يمنحه ميزة استراتيجية للتعامل مع البضائع العابرة لأكثر الممرات المائية التجارية استخداماً في العالم. كما يُعد ميناء رئيساً لعبور البضائع إلى الموانئ المصرية الأخرى، وإلى وسط القارة الأفريقية. ويشمل مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أيضاً، تطوير ميناءي شرق بورسعيد ومنطقته وغربه، إذ يقضي التوسع المقترح لميناء شرق بورسعيد بإضافة 26 كيلومتراً مربعاً، توفر مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية والتنموية لتصل المساحة الكلية للميناء إلى 70 كيلومتراً. ويضم مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تطوير منطقة غرب القنطرة وميناء الأدبية وميناءي العريش والطور ومنطقة شرق الإسماعيلية. وتستكمل «موانئ دبي العالمية» عبر مشاركتها في تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جهودها، لاستباق تطور صناعة الموانئ والمناطق اللوجيستية العالمية، عبر استشراف المستقبل وبدء تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الضرورية لاستيعاب متطلبات التطورات المقبلة على صعيد الاقتصاد الدولي والتجارة العالمية. وتواكب أيضاً مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها الصين وتُعتبر من أبرز مشاريع تطوير التجارة في القرن ال21، حيث ستشكل المنصة العالمية الأكبر للتعاون التجاري الإقليمي، وستحدث تحولاً جذرياً في اقتصادات الدول الواقعة على امتداد طريق الحرير القديم. علماً أن «موانئ دبي العالمية» تدير نحو أكثر من 20 ميناء على هذه الطريق، ولتطبيق مبادرة «الحزام والطريق» بادرت إلى إطلاق قطار التصدير الأول من بريطانيا إلى الصين، عبر «موانئ دبي العالمية- لندن غيتواي» يحمل في متنه عدداً كبيراً من الحاويات المليئة بالسلع البريطانية، انطلق من محطة السكك الحديد المتطورة في ميناء «لندن غيتواي» في منطقة «ساوث إسيكس» نحو مدينة «ييوو» في مقاطعة تشيغيانغ شرق الصين.