أحياناً يعاند الرجل زوجته وتبدو رأسه كالصخرة، المرأة التي تقابل هذا بالعناد كالتي تضرب حجرًا بحجر فلا تحقق ما تريد، ولا تستفيد إلا المزيد من عناد الزوج وإثارة غضبه، وإحساسه بأنها ثقيلة وبلية تُنكّد عليه حياته وتعمل على كسر كرامته وقهر إرادته.. أما المرأة التي تقابل هذا العناد بالرقة والحب والحنان فإنها تحصل على ما تريد، وتريح أعصاب الرجل، وتوفر له كرامته، وتجعله يطيعها وهو سعيد.. رقة المرأة وحنانها وأنوثتها هي النبع الجميل الذي يخف فيه رأس الرجل كما تخف الصخرة في عمق النبع، ويذوب عناده ذوبان الملح بل السُكّر في الماء، ويحس بالرضا والامتنان والشكر لهذه المخلوقة الرقيقة الوديعة التي غمرته بالحنان وأبهحته بالابتسام وحققت رجولته برجائها الأنثوي الناعم المُقدّم على طبق مُذهّب مُزين بالود والورد والحنان.. أما التي تقابل إصرار الرجل بإصرار وصراخه بصراخ وعناده بعناد أشد فإنها تملأ قلبه بالحقد وعقله بالكره وأعصابه بالتوتر الشديد يحس أنها تريد أن تسقيه السم عن عمد! خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ الموافقة هي عنوان الحب، والمخالفة هي عنوان الكره، في كثير من الأحيان، وحسن التوقيت والأسلوب في الطلب والحوار هو الأساس، ما أبعد الفرق بين الطلب وقت الرضا والانشراح والطلب وقت سوء المزاج وتوتّر الأعصاب، فالعناد لا يأتي مصادفة لكنه نتيجة لتجارب طويلة ولمشاعر حبيسة هي خليط من الإحساس بالنفور والاستغلال والاضطهاد، وإن لم يصرّح الرجل بتلك المشاعر حفاظاً على كبريائه، فالرجل المعاند على طول يعبر عن غضب مكبوت، ويريد الانتقام بالعناد لأنه اعتاد من هذه المرأة أن تضع رأسها برأسه وتختار أسوأ أوقاته، وتحطم صخرته، وإذا كثر النطاح بين صخرتين تهدّم البيت كله.. مهما كانت المرأة قوية الشخصية فينبغي أن توظف قوتها لسعادتها وسعادة زوجها فتكون تلك القوة له لا عليه، فتشعره بحبها وأنوثتها ومطاوعتها وتغليف مطالبتها برجاء الوالهة المحبة ورقة الأنثى، فالأنوثة كالماء أرق الأشياء وأقواها، هنا تشعر الرجل برجولته وترفع كرامته في الأعالي فيحقق ما تريد وهو راضٍ بل مزهو سعيد! لا تضم التي تشتري للغا دايمٍ هرجها بالكلام الزري لا يوجد أسوأ من العناد المستمر الشديد ولا أقدر منه على هدم البيوت والعلاقات والصداقات، يقول الشاعر القديم: خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ فإني وجدت الحب في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبُ ويقول حميدان الشويعر: لا تضم التي تشتري للغا دايمٍ هرجها بالكلام الزري ومن الشعر المشهور: أفاطمُ قبل بينك متعيني ومنعك ما سألتك أن تبيني فإني لو تعاندني شمالي عنادك ما وصلت بها يميني إذن لقطعتها ولقلت بيني كذلك اجتوي من يجتويني.. «واجتوي معناها أُبغض» والعناد بين الزوجين هو البريد الممتاز الذي يضمن وصول البغض!. وضع المرأة رأسها برأس الرجل يفقدها أنوثتها رقة المرأة قوتها