الإنسان في معناه الدقيق تجسيد لمواقف ومشاهد وذكريات يختزنها الآخرون عنه.. وما يبقى من عاطر السلوك وجميل الأثر هو أثمن ما يكنز الإنسان. تستدرجني هذه المقدمة إلى حدود ملامح إنسان أعرفه استطاع أن يفرض احترامه وتقديره وأن يحوِّل صفاء سريرته إلى مظهر عام لسيرته بين جميع من عرفه.. إنه من ذلك الطراز الذي يأسرك حقاً بلطفه الذي يتعالى فيه على أي غرض أو مكسب شخصي عابر، منقباً عن مساحات متوارية من خُلق الإنسان في أعمق مضامينه، ومجدداً بنُبله الخاص ديباجة التعامل السوي بين البشر بما يجعل إعطاء الفرصة للجميع منهجاً استثنائياً في الانخراط مع مباهجهم وتبديد همومهم.. إنه درس مجاني في آداب التعاطي مع الناس وانعكاس ثري لنفس طيبة تكيفت مع تقلبات المزاج البشري العجيب.. هذا الإحساس الفذ بأن من أولويات حسن المعاملة اعتبار أن الجميع يستحقون المؤازرة وتلك هي النقطة الجديرة بالاحترام في الموضوع. إن الأخ الكريم عبدالله شويش الشويش مدير عام مكتب الأمير تركي الفيصل جعل من خدمة الإنسان دون أن تتدخل أي مزايا خاصة في تحديد نوع الوقفة التي يستحقها منهج تعامله الرائع مع كل الحالات التي تصل إلى يده، فهو من موقعه الموكل إليه توصيل ما يبلغه إلى صاحب العطاء الكبير تركي الفيصل بكل صدق يتفانى كثيراً لكي يحصل كل فرد يقصده على الفرصة ذاتها التي يريدها غيره عند رمز الإنسانية، إنه يجتهد في أن يبدِّل هواجس القادم إليه براحة نفسية يجدها من لطف تعامله الذي يورثه الثقة في أن مطالبه ستصل إلى وضع الثقة فيه الأمر الذي يخشاه كل صاحب حاجة، أي ألا تصل مطالبه إلى صاحب الشأن. لقد جعل عبدالله الشويش خدمة من يعرفه ومن لا يعرفه منهج تعامل يومي في موقعه يسبقه حُسنُ معاملة، ولطفُ حديث، ولينُ جانب، وطائفةٌ من الآداب الجمة يستشعرها الجميع.. حاديه في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء في الميزان، أثقل من حسن الخلق) إنه يجسد نموذجاً وطنياً جديراً بالتقدير والإعجاب.. وكل من قابله أو أودع لديه صوتاً يريد إيصاله وجد طريقه ولقي صداه لدى الإنسان النبيل تركي الفيصل بن عبدالعزيز التجاوب الكريم فيكون كعادته سريعاً ومريحاً وجالباً لكل خير.. أقول، يفعل الأخ عبدالله هذا كله، وهو لا ينتظر غير حسن الثواب، فما يتصف به من أسلوب راق، أثار إعجاب كثيرين، فأشاد به كل من التقاه، ولهذا أجده أمراً جديراً بأن يعتمد فناً راقياً في حسن التواصل بين الناس، فمن نعم الله علينا أن يكون مثل الأخ عبدالله في هذا الموقع، ولأن من شكر النعمة إفشاءها، سطر محدثكم اليوم هذه الكلمات المتواضعة، التي أجدها قليلة في حقه، لكنه على كل حال جهد المقل.