المطربات السعوديات هُن الأجدر في الساحة؛ حيث الإمكانات الصوتية والحسية والتنافس في تقديم الألوان بشكل يتيح لهُن الوجود والمنافسة على المستوى العربي، تقول المطربة جواهر: الموهبة هي الأهم في الفنون، لكن التعليم هو الذي يدعمها ويهذبها لتكون ذات شأن في منافسة زميلاتها على مستوى الساحة الفنية، الجوهرة تحدثت ل»الرياض» عن أشياء كثيرة، فإلى الحوار: الفن الشيء الوحيد الذي لا يأتي بالتعلم * كيف تم اختيار أغنية «نسيت اسمه»؟ * تم اختيار الأغنية بمحض الصدفة، حينما كنت في زيارة لمكتب المبدع سفير الألحان فايز السعيد، لإتمام إجراءات العقد، كان يدندنها بصوت خافت تمهيدًا لتلحين أغنية «نسيت اسمه»، فابتسمت وقلت «الله يابوحمدان اللحن والكلمات جميلة جداً..» رد فوراً، هل أعجبتك؟ قلت: بالضبط أعجبتني، قال: وأنا في صدد تجهيز هذه الأغنية لك لطرحها قريباً. تفاجأت وابتسمت وغمرتني فرحة كبيرة، بأن هذا الحلم فعلاً أصبح واقعاً، وأنا الآن في أولى خطواتي للصعود على سلم الفن وإظهار موهبتي للعالم، وأشارك بموهبتي وإحساسي الجمهور. * على ما أظن تم إنتاج العمل مباشرة؟ * صحيح.. تم في نفس اللحظة، تسجيل «القايد»، وبدأت التجهيزات واحداً تلو الآخر، للكليب والتسجيل تحت إشراف وإنتاج شركة القدير فايز السعيد «شركة فايز السعيد ساوند». * مطربة جديدة، إذاً لابد من داعم لبداية انطلاقتك؟ * بالضبط، وهو ما حدث لي، فالفنان فايز السعيد، هو الشخص الذي دعمني في هذا المجال، وآمن بموهبتي وأكرمني بحسن معاملته واستقباله، وأظهرني للعالم العربي بشكل مشرف وبصورة راقية. وللحقيقة كل ما أتمناه أن أكون عند حسن ظنه، وأن تجمعنا نجاحات عديدة في المستقبل. * كيف تعلمتي الغناء؟ * أعتقد أن الغناء هو الشيء الوحيد الذي لا يأتي بالتعليم، إنما هو موهبة يمكن تهذيبها بالتعليم. في الحقيقة، كانت لدي موهبة الغناء منذ الصغر، كنت أنشد في المحافل المدرسية، وأرتل القرآن وأجوده وأشارك في مسابقات المملكة في حفظ وترتيل القرآن، وقد حصلت على جوائز عديدة. حيث كنت أمثل مدرستي على مستوى المنطقة. ومن هنا عرفت فعلاً أنني أمتلك الموهبة، فأصبحت أغني أحياناً في أفراح صديقاتي والأهل المقربين. إلى أن جاء اليوم الذي اتخذت فيه هذا القرار، وكان ذلك بعد التطورات والقرارات التي صاحبت التغيير بدعم من حكومتنا الرشيدة، وما قدموه للمرأة وتمكينها في شتى المجالات التي جعلت منها أكثر ثقة في إظهار موهبتها دون خوف أو تردد. * أسرتك كيف تعاملت مع مشروعك الجديد؟ * في الحقيقة والدي متوفى رحمة الله عليه، ووالدتي كانت سعيدة جداً بتحقيقي هذا الحلم، كانت الداعم الأول لقرار التحاقي بالفن. أما بقية الأسرة من الدرجة الثانية، فكانوا ما بين مؤيد ومعارض. وطبعاً كان التأييد الأكبر لمن هم من جيلي في الأسرة، وذلك استناداً إلى اختلاف نظرة الفن حالياً في جيلنا عن الأجيال السابقة. * حدثينا عن همومك وأحلامك؟ * أحلامي ليس لها نهاية، أنا من الأشخاص الذين يكتبون أهدافهم السنوية والشهرية، وأعمل دائماً حساباً للوقت، لأنني تعلمت وعشت أهمية ذلك. همومي دائماً تدور حول ماذا سأقدم بعد؟ كيف أطور من نفسي أولا وعملي ثانياً. ودائمًا متفائلة بالمستقبل، وكلي ثقة برب العالمين صاحب الفضل الأول والأخير بأن القادم أجمل بإذن الله. * كيف تنظرين إلى الساحة الفنية؟ * الساحة الفنية العربية مليئة بالأصوات الأصيلة، والتميز ليس بالأمر الهين، لكنه ليس مستحيلاً، فتقديم ما يرضي ذائقة المستمع المختلفة، والتواصل المستمر مع الجمهور بطرح الأعمال، والظهور اللائق، واختيار الكلمات واللحن المميز، تساعد على النجاح. وأنا بدوري أشكر شركة فايز السعيد على الإنتاج والتسجيل واختيار أعمالي وتقديمي للجمهور بصورة رائعة نالت رضا الجمهور. o هل الأصوات النسائية السعودية تكفي للمنافسة عربياً؟ * في الحقيقة مازال مجتمعنا الخليجي متعطشاً لأصوات نسائية خليجية مختلفة. ولدينا كم هائل من الأصوات التي تستحق الظهور والفرصة. والمنافسة بين الأصوات الخليجية مازلت لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لكن القادم أجمل، وسنرى تطوراً هائلاً في وفرة الأصوات الغنائية الخليجية. * كيف كانت تجربتك الدراسية في أميركا؟ * كانت تجربة مفيدة للغاية دراسياً واجتماعياً، ولله الحمد حصلت على شهادتين الأولى في تخصص الهندسة الصناعية، والثانية في الإدارة والقيادة. اخترت مجال التخصص الهندسي لما فيه من الإبداع والتجدد بخلق أفكار متنوعة، تهم المجال الهندسي وتطويره في شتى المجالات الصناعية. أما القيادة والإدارة فأضافتا على شخصيتي الكثير من الإصرار والمسؤولية والنجاح تحت شعار «كن قائداً وليس مديراً» استطعت من خلالها أن أتعامل مع الناس بالشكل الصحيح، وأكون علاقات رائعة، مستندة إلى الدعم وليس الاستغلال. * و»الصولفيج الموسيقي»، لماذا لم تذكريه؟ * فعلاً، فقد حظيت ببعض الصفوف الموسيقية التأسيسية في قراءة النوتة الموسيقية، وطبقات الصوت، ومهارات الغناء. وتعلمت القليل من العزف على آلة الكمان والتشيللو والبيانو، وبإذن الله سأدعم هذه الموهبة بالتسجيل في صفوف موسيقية متقدمة، لتدعم موهبتي. الجوهرة مع الفنان الإماراتي فايز السعيد