عرفت الأخ فهداً منذ أن كان صحفياً في اليمامة، وإلى أن عُين رئيساً للتحرير، وقتها كنت أشرفُ على الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام، لا أنسى حرصه أبداً كل حديثنا سوياً ونقاشنا عن مهمته والمصاعب التي عاناها في انتشال مجلة اليمامة بكل ثقة، رغم ذلك فهو المبتسم والمتفائل بنجاحه وما حققه من نجاح فبشاشته تسبق حديثه، عرفته مخلصاً لمهنته، أتذكر حبّه وحماسه لمجلة اليمامة وأن تظل مستمرة في صدورها برغم أي تحديات مادية وأن تبقى تمثّل التاريخ العميق للمجلة وعبقها وجذورها المتأصلة في صحافتنا الوطنية، وحتمية وقوفه أمام الإعصار وكان له ولزملائه الدور الكبير في تجاوز الظروف، وواصلت اليمامة تألقها إلى أن جاء تكليفه برئاسة تحرير جريدة "الرياض"، لتكون مهمة كبرى جديدة تسند إليه لامتحان آخر من نوع مختلف -وهو جدير بها- وبحسن إدارته وما يتمتع به من دراية وعظيم خلق ومهنية، وقف معه الجميع يداً بيد، ليحمل التركة الأعظم بعد رحيل الأستاذ تركي السديري -يرحمه الله-، ورغم التحديات الجسام التي واجهها أخي الراحل فهد بن راشد العبدالكريم والتي ولدت من رحم الظروف التي ألمت بالصحافة على مستوى منطقتنا العربية بشكل عام، والتطور المتسارع لخارطة السوق الإعلامية وما تقدمه من خدمات للجمهور، وقف -رحمه الله- قوياً ثابتاً بحنكته لمعالجة الظروف المالية والإدارية وتجاوزها. لقد عايشت الظرف الصحي للزميل فهد في مرضه الأخير، ورغم العلاقة الشخصية لكن القدر يشاء أنه كان يرقد في جناح بمستشفى الحرس مقابل لجناح والدتي -رحمها الله- وكنتُ يومياً أزوره للاطمئنان عليه، وابتسامته المعهودة وبشاشته لم تفارقه رغم قسوة المرض، كان يسأل عنها يومياً ودائماً رغم ما يعانيه من المرض حتى رحيلها، كنت أرى إيمانه بالله وشجاعته ومعنوياته المرتفعة المقاومة للمرض، لقد صارع المرض بإيمان قوي وعزيمة وإصرار وروح مؤمنة بقضاء الله، لم تجعلني أشك يوماً أن المرض سيتغلب عليه، كنت أرى في عينيه الأمل والحلم بغد أفضل، غد من دون ألم. لا شك أن رحيل فهد العبدالكريم خسارة فادحة للصحافة وللوطن ولكل محبيه ولمن عرفه ولكل من ساندهم ودفعهم خلال مشواره في العمل الإعلامي وعلاقاته خارج الجريدة وخارج حدود العمل على المستوى المجتمعي. رحل فهد العبدالكريم إلى جوار ربه وترك سيرة لرمز مهم وأيقونة بارزة في سجل الصحافة السعودية الواعدة. فإلى جنة الخلد ولا نملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره والدعاء له والترحم عليه، إنا لله وإنا إليه راجعون. *وكيل الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام سابقا