أفادت صحيفة إسرائيلية الأحد بأن الولاياتالمتحدة ستصدر قرارها بشأن ضم إسرائيل لأراض من الضفة الغربية وغور الأردن "في غضون 45 يوما". ووفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم" فقد أكد مسؤولون بارزون في البيت الأبيض لرئيس المنظمة الصهيونية الأميركية مورتون كلاين أن "المدى الأميركي للبت في مسألة السيادة الإسرائيلية يتراوح بين شهر و 45 يوما". وقال المسؤولون لكلاين إن "احتمالات الموافقة على مبادرة السيادة تزيد عن 50%". وتوقف بحث مسؤولي الإدارة الأميركية لقضية السيادة الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين بسبب احتفالات يوم الاستقلال الأميركي. ومن المتوقع استئناف المداولات الداخلية في البيت الأبيض والمحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين في الأيام المقبلة. وأضافت الصحيفة أن الكثير من المسؤولين في إسرائيل والولاياتالمتحدة أكدوا على وجود صعوبات في تنفيذ خطة السيادة، لكنهم أكدوا أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد وأن جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة. وعن أهمية الرئيس الأميركي القادم بالنسبة لإسرائيل، ويقول الكاتب الأميركي الإسرائيلي زئيف شافيتس في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء: "رغم أن الكثير من حلفاء الولاياتالمتحدة الآخرين قد يجدون في هذا مدعاة للشعور بالارتياح، من المحتمل أن يكون رد الفعل بالنسبة ل"بيبي" أكثر تعقيدا. فقد أغدق ترمب على بيبي هدايا لا تقدر بثمن – مرتفعات الجولان، نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والسماح له بشن حرب سرية ضد إيران-. لقد مزق ترمب الاتفاق النووي الإيراني بناء على طلب نتنياهو وتبنى مخطط نتنياهو الخاص بدولة فلسطينية مصغرة في الضفة الغربية. وحتى أطلق اسمه على الخطة". ومن المعروف أن التكهنات خادعة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتخابات الأميركية. ولكن هناك احتمالا قويا بأنه بعد أربع سنوات من شراكة رائعة من الممكن أن يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الحياة في القريب العاجل بدون الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأضاف شافيتس - الذي تربى وتلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة ثم هاجر إلى فلسطين حيث قضى سنوات في خنادق جيش الاحتلال والحكومة والسياسة، ومازال يمارس نشاطه في الإعلام- أنه خلال الحملات الانتخابية الإسرائيلية الثلاثة الأخيرة، بذل ترمب جهدا كبيرا ليبقى بيبي في منصبه. والآن ترمب هو الذي يسعى لإعادة انتخابه. ويتوقع ترمب تماما أن يرد نتنياهو الجميل. ولكن الولاء والعرفان بالجميل ليسا من ضمن فضائل نتنياهو. وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترمب يتراجع عن منافسه بهامش كبير. ويشير الدبلوماسيون الإسرائيليون في واشنطن أن الجمهوريين يشعرون بالإحباط بصورة متزايدة بينما يشعر الديمقراطيون بالابتهاج. ويرى شافيتس أن نتائج استطلاعات الرأي لم تكن أيضا في صالح ترمب عام 2016، ولكن هذه المرة تعتمد النتائج على أدائه في منصبه أكثر من اعتمادها على شخصيته. ويضيف شافيتس، فوز بايدن سوف يعني انقضاء شهر العسل بين بيبي وترمب، ولكن لن يكون بالضرورة كارثة بالنسبة لنتنياهو. فبايدن صهيوني طوال حياته وله سجل طويل من الدعم لإسرائيل في مجلس الشيوخ. وأثناء الخلاف الشديد بين بيبي وأوباما بشأن الاتفاق النووى الإيراني، نجح بايدن وهو نائب الرئيس قي ذلك الوقت في تجنب أي قطيعة مع نتنياهو، الذي كان يصفه بأنه" صديق عظيم، عظيم". وبايدن ليس فقط صديقا لنتنياهو طوال 20 عاما، ولكنه أيضا يتبنى تيارا وسطا في حزب لا يدعم جناحه التقدمي. وفي حال توليه الرئاسة لن يمس المساعدات العسكرية، كما فعل السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز مؤخرا حيث دعا إلى وقف المساعدات للضغط على إسرائيل. وليس من المحتمل أن يتراجع عن الاعتراف بضم إسرائيل للجولان أو أن يعيد السفارة الأميركية إلى تل أبيب. وسوف يكون هناك اختلاف بشأن كيفية التعامل مع إيران ومع القضية الفلسطينية. ومن المحتمل ألا يكون اختلافا كبيرا. وقال شافيتس إنه مهما كان يبدو موقف ترمب ضعيفا وهو يقترب من انتخابات نوفمبر، لن يقطع نتنياهو علانية تعامله معه قبل الانتخابات. إذ أن ترمب سوف يعتبر ذلك خيانة ومن المؤكد أنه سوف يسعى إلى الانتقام. وفي حالة هزيمة ترمب يخشى نتنياهو أن يصفه مؤيدو ترمب بأنه خائن وناكر للجميل، ولذلك يريد نتنياهو أنه إذا كان هناك انفصال فمن الأفضل أن يكون وديا. ورغم كل ما فعله ترمب لصالح نتنياهو، من المحتمل أن يتبع نتنياهو مبدأ الحياد التام بالنسبة لانتخابات الدول الأخرى. ويوضح شافيتس أنه إذا ما فاز بايدن، فإنه سيكون لبيبي ثلاثة أهداف رئيسية وهي: 1- الفوز بدعم اقتصادي جديد كبير من واشنطن أثناء ما يبدو أنه كساد اقتصادي شديد؛ و2- تبني الإدارة الأميركية الجديدة رأيه بأن إيران هي العدو اللدود لإسرائيل والولاياتالمتحدة على السواء؛ و3- الحفاظ على خطة ترمب للسلام. ومن الممكن أن يحقق هدفه الأول؛ فما زال هناك قدر كبير من دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل في الكونغرس. ومن المحتمل ألا يحقق الهدف الثاني؛ فاسترضاء إيران يعتبر ركيزة بالنسبة للسياسة الخارجية للديمقراطيين. وبالنسبة للهدف الثالث، فإنه سوف يتطلب نوعا من تغيير المسمى, ومن المحتمل إعادة تسمية صفقة القرن التي تبناها ترمب ليطلق عليها "حل واقعي لدولتين" أو شيئ ما قريب من ذلك. وهذا ليس أمر بعيد الاحتمال. واختتم شافيتس في نهاية تقريره بالقول: "نتنياهو ما زال يريد أن يفوز ترمب. فالفراق بينهما أمر صعب".