أعلن بنكا الأهلي التجاري وسامبا بتاريخ 25 يونيو 2020م عن توقيع اتفاقية إطارية بينهما وذلك لبدء البنكين دراسات العناية المهنية اللازمة والتفاوض على الأحكام النهائية والملزمة فيما يتصل بصفقة اندماج محتملة بين البنك الأهلي ومجموعة سامبا المالية وبموجب أحكام الاتفاقية الإطارية، فقد اتفق الطرفان بشكل غير ملزم على الاندماج بحيث يكون البنك الأهلي هو البنك الدامج وستكون مجموعة سامبا المالية هي البنك المندمج، وسيحصل مساهمو مجموعة سامبا المالية على عدد يتراوح ما بين (0.736) و (0.787) سهم جديد في البنك الأهلي مقابل كل سهم يملكونه في مجموعة سامبا المالية وفي حال إتمام الصفقة المحتملة ضمن نطاق معامل المبادلة، سيتراوح إجمالي العوض الذي سيقوم البنك الأهلي بدفعه لمساهمي مجموعة سامبا المالية ما بين (1,441) مليون و(1,540) مليون سهم جديد تقريباً في البنك الأهلي. وبناءً على سعر الإغلاق لسهم البنك الأهلي والبالغ (37,25) ريالاً سعودياً كما في تاريخ 24 يونيو 2020م، فإن تقييم سعر سهم مجموعة سامبا المالية لأغراض الصفقة المحتملة في حال إتمامها ضمن نطاق معامل المبادلة سيكون ما بين (27,42) و(29,32) ريالاً سعودياً للسهم الواحد، وذلك يمثل زيادة في سعر سهم مجموعة سامبا المالية بنسبة تتراوح ما بين (19,2 %) و (27,5 %) مقارنة بسعر إغلاق سهم مجموعة سامبا المالية في تداول كما في تاريخ 24 يونيو 2020م. الصفقة بلا شك كانت مفاجئة وفي وقت غير متوقع في ظل أزمة تواجه البنوك مع جائحة كورونا، ولكن ما الفرص التي قد تساهم في إتمام صفقة الاندماج المحتملة؟ وقبل أن نتطرق اليها يجب أن نبحث عن أسباب فشل صفقة الاندماج بين بنكي الأهلي والرياض التي استمرت لأكثر من عام من المفاوضات وانتهت بدون التوصل إلى اتفاق، قد يكون من أسباب الاختلاف المحتملة التي أنهت المفاوضات هو التسعير الذي قدمه البنك الأهلي لبنك الرياض أو أن هنالك عدم توافق في طريقة العمل وخصوصاً فيما يخص المحافظ التمويلية والقروض المتعثرة وقد يكون السبب التباين في معدلات النمو بين البنكين حيث إن بنك الرياض حقق معدلات نمو عالية في 2019 ونمو متكامل شمل جميع أنشطة البنك مما يؤكد بأن خلفها استراتيجية فاعلة أيقظت هذا البنك العتيد من سباتٍ عميق وربما تشكلت قناعة لدى مجلس إدارة بنك الرياض بأن لديه المزيد من الأهداف الاستراتيجية التي يستطع تحقيقها خلال السنوات القادمة مدعومة بتكاليف تشغيلية للفروع هي الأقل على مستوى البنوك وعجلة النمو التي بدأت في التسارع يجب أن تستمر حتى تصل إلى الأهداف المرسومة لها خلال السنوات القادمة وربما يرى مجلس إدارة بنك الرياض أن هيمنة البنك الأهلي على الكيان بعد الاندماج سوف تفرض عليه سياسات واستراتيجيات قد لا تتوافق مع توجه مجلس إدارة بنك الرياض وبالتالي سوف يكون الخاسر الأكبر مساهمي بنك الرياض، ولكن القصة بين الأهلي وسامبا تختلف، سامبا لديه فروع أقل في حدود 73 فرعاً وسياسته هي الحصول على عملاء الصفوة من الأفراد والشركات بينما البنك الأهلي يركز على الأفراد والانتشار، وكان لديه خطة للتوسع في عدد الفروع ربما الاندماج مع سامبا يحقق له ذلك التوسع، بنك سامبا لديه تكاليف تشغيلية للفروع أعلى بكثير من التكاليف في البنك الأهلي والاندماج سوف يحقق لبنك سامبا خفض التكاليف، محفظة التمويل في بنك سامبا ارتفعت خلال عام 2019 بنسبة 24 %، بينما في البنك الأهلي كانت نسبة النمو 9 %، وهذا محفز آخر للبنك الأهلي بوجود فرص لنمو محفظة التمويل بعد الاندماج، أيضاً القروض المتعثرة في بنك سامبا نسبتها 1.4 % بينما في البنك الأهلي 1.8 %، هذا بالرغم من أن بنك سامبا يركز على تمويل الشركات وهو أعلى تعثراً من تمويل الأفراد، وهذا ربما يُعزى إلى إدارة ائتمانية جيدة في بنك سامبا قد يستفيد منها البنك الأهلي، نسبة تغطية المخصصات للقروض المتعثرة لدى بنك سامبا بلغت في نهاية 2019 حوالي 1.6 % أما البنك الأهلي في حدود 1.3 %، وهذا قد يساهم في خفض المخصصات بعد الاندماج، نسبة الأفراد في محفظة التمويل لدي سامبا 13 % والأهلي 43 %، بينما الشركات في سامبا 87 % وفي الأهلي 45 % وهذا يعطي البنكان تكاملاً وتوزيعاً أفضل للمخاطر بعد الاندماج، مصدر الأرباح من قطاع الأفراد 28 % في سامبا و45 % في الأهلي أما الأرباح من قطاع الشركات 28 % في سامبا و22 % في الأهلي أما قطاع الخزينة بلغت نسبة الأرباح فيها من مجمل الربح حوالي 37 % لدى سامبا و27 % لدى الأهلي، هذا التنوع في مصادر الدخل يعطي الكيان الجديد قوة بعد الاندماج، كما أنهما البنكان الوحيدان اللذان حققا نمواً في الأرباح خلال الربع الأول، أما ما يخص التقنية البنكية فإن البنك الأهلي متفوق كثيراً في هذا المجال وقد أنفق خلال السنوات الماضية مبالغ طائلة جعلته من أفضل بنوك العالم في التقنية البنكية، وسامبا سوف يستفيد من هذه الميزة بعد الاندماج، وخصوصاً أن أهم عوامل الجذب في البنوك هو وجود تقنية بنكية متطورة قادرة على تحديث برامجها بسرعة والاستفادة من السبق في هذا المجال. صفقة الاندماج بين بنكي الأهلي وسامبا سوف تتم بنسبة كبيرة بناء على التكامل في العمليات ووضوح الرؤية بوضع إطار زمني وتحديد إطار سعري لقيمة الصفقة وكذلك وجود كبار المساهمين لدى البنكين والرغبة المشتركة في الاندماج بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف، وأتمنى أن تتم الصفقة لأننا بحاجة الى كيانات عملاقة وخصوصاً أن الأزمات التي تعصف بالاقتصادات العالمية تحتاج إلى بنوك قادرة على مواجهة التحديات، وكذلك فتح المجال للبنوك الجديدة سواء التقليدية أو الرقمية وليت أن ساما تجعل بعضاً من البنوك الجديدة متخصصة في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة.