تفاعل مثقفون وفنانون مع مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" التي أطلقتها وزارة الثقافة لتكريم المبدعين في المجال الثقافي السعودي في مختلف فروع الثقافة، والمتضمنة 14 جائزة ثقافية تمنح بشكل سنوي لأهم الإنجازات الثقافية للأفراد والمؤسسات، حيث بدأت المبادرة باستقبال الترشيحات من يوم أول من أمس وتستمر حتى 30 سبتمبر المقبل. إدراج الفلسفة في البداية أشاد د. عبدالله المطيري بفكرة مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" لكونها تساهم في تمكين المثقفين السعوديين في المجالات الإبداعية، "كما أنها تعطي دافعاً للأسماء الجديدة للمشاركة العامة والنشر". متمنياً أن يتم إدراج الفلسفة ضمن مجالات الجوائز مستقبلاً "وذلك لضخ دماء جديدة في الثقافة السعودية، وتحفيز تيار فلسفي سعودي نشط وحيوي يستحق الدعم". معيار التحكيم من جهتها ذكرت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الناقدة د. منى المالكي بأن الجوائز الثقافية ركيزة مهمة لرفع مستوى الإبداع والارتقاء بالمنتج الثقافي. وقالت: "حتى تحقق هذه الجوائز الهدف منها وهو تحسين جودة الحياة باعتبار الثقافة إحدى ركائزها، لا بد أن يُحدد لها معايير واضحة، تكون الموضوعية بينها كمعيار مهم؛ لأن المنتج الإبداعي الثقافي إنساني ذاتي النزعة انطباعي إلى حد كبير، ولذلك فإن مهمة لجان التحكيم ستكون صعبة جداً في هذا النوع من الجوائز. واختيار تلك اللجان معيار مهم أيضاً للرفع من مستوى الجائزة". مضيفة بأن الجوائز سيكون لها أثر في خلق بيئة إبداعية متحركة نشطة، "لصناعة حالة من الإنتاج المميز المتجدد". خلق التنافس فيما أوضح الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي أن الخطوات التي تقوم بها وزارة الثقافة تبشر بغيث كبير "من خلال العمل الرائع في مختلف المجالات، والتي تنبئ بموسم حصاد مميز وثري في ظل الخطط المدروسة التي تنفذ بشكل مستمر". معتبراً الجوائز الوطنية الثقافية منجزا جديدا من منجزات وزارة الثقافة. وأضاف: "الأمل كبير جداً والتطلعات أكبر بمشهد مختلف كلياً في أعماله ومنجزاته، يتضح من خلالها بأن الأمور تتقدم بصورة جيدة". وأردف: "هذه المشروعات تسر النفوس، وتبشر بعمل جاد يستحق التقدير". وعن أثر هذه الجوائز قال: "بلا شك الأثر كبير جداً، فتقدير المبدعين مبادرة راقية، كما أن استشعار جهد المبدع وتقديره هو تشجيع ودعم لكل الأجيال القادمة، التي سترى بشكل جلي أن هناك من يقدر العطاء ويحترم الجهود. إضافة إلى أنها ستدفع الجميع لتقديم منتج إبداعي مميز، وستخلق منافسة بلا شك". شمولية الجائزة من جهته أشار أستاذ الدراما والسرديات بجامعة الملك فيصل د. سامي الجمعان إلى أن تبني وزارة الثقافة لهذه المبادرة الحيوية "خطوة لها وقعها الخاص في ثقافتنا الوطنية تمنحها وهجاً مميزاً، وتبني لجهود المثقفين ملاذاً يقدرها، وتعزيزاً يدعمها". وقال: "استقبلت بوصفي ابن هذا الوطن وأحد المشتغلين في حقل الثقافة هذا الخبر بروح مفعمة بالتفاؤل والأمل خاصة حين وجدتها جائزة تتسم بالشمولية من جانب وبالتنظيم من جانب آخر، فلم تترك مجالاً إلا وبذلت جهودها لتقدير العاملين فيه سواء الأفراد أو الكيانات، فضلاً عن كونها 14 جائزة مما يمنحها مساحة أكبر من الأهمية". وقدم د. الجمعان شكره لسمو وزير الثقافة لجهوده الحيوية والفاعلة التي تصب في مصلحة الوطن وثقافته وهويته، مؤكداً بأن الوزارة تعمل بصورة مواكبة للحدث وللنقلة النوعية التي تعيشها المملكة. مساحات محفزة فيما قال الفنان المسرحي مهند الحارثي: "المملكة تشهد تطوراً ونمواً ثقافياً غير مسبوق وذلك من خلال دعم البنى التحتية للفعل الثقافي والفني وتحفيز الممارسين للعملية الثقافية والفنية، والحرص على الرقي بالمخرجات في مختلف المسارات الثقافية". مضيفاً: "أخذت وزارة الثقافة على عاتقها تنمية وتطوير الشأن الثقافي في المملكة منذ تأسيسها من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات والتصورات العامة للحالة الثقافية التي تتواكب مع رؤية المملكة 2030، وكذلك القرارات المهمة التي تساعد على تحقيق الأهداف، منها إنشاء الهيئات المتخصصة وإطلاق المبادرات التي تخدم النمو الثقافي، والتي كان آخرها مبادرة الجوائز الوطنية". مختتماً بقوله: "إنها مبادرة جاءت لتفخر بالرواد وبالذاكرة الثقافية ولتحتفي بحاضرنا الملهم ولتشجع مستقبلنا الطموح، لذلك فإن هذه الجوائز ستخلق مساحات لحفز الفكر الإبداعي ومواصلة الإنتاج الثقافي". سامي الجمعان فهد ردة الحارثي عبدالله المطيري