لقد أصبح هذا العالم بين يوم وليلة رهيناً لجائحة فيروس كورونا، حيث إن أصداء وجوده صنعت واقعاً للبشرية مختلفاً، ليغير نمط حياة أغلب سكان العالم ومقوماتهم الحياتية للتعايش مع هذا الفيروس وليفرض واقعاً جديداً بملامح غير واضحة وليثير الشكوك حول كونه فيروساً ناتجاً عن خطأ بشري لتجارب بيولوجية قد تكون الصين طرفاً فيها أو الولاياتالمتحدة في ظل الاتهامات المتبادلة بين البلدين حيال حقيقة الفيروس، حيث تتضارب البيانات والمعلومات القادمة من الصين في بداية الأزمة لتتغير مع توالي الانتقادات الغربية حيال حقيقة تلك البيانات ومدى مصداقيتها من حيث منشأ الفيروس وعلاقة طائر الخفاش بنشأته وانتقاله للبشر مما يثير الاستغراب حيال تلك المعلومات والتناقضات مما أوجد العديد من الشكوك لدى العديد من الدول، ويتضح ذلك من كم الحملات الإعلامية الشرسة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبعض قادة الدول الأوروبية كألمانيا وفرنسا على الصين، وقد يرى البعض أن تلك الانتقادات قد تكون بسبب فشل تلك الأنظمة في التعامل مع توابع تلك الجائحة على كل الأصعدة في ظل تخبطات تقارير وبيانات منظمة الصحة العالمية المتناقضة حيال خطورة الفيروس في بداية ظهوره والبرتوكولات العلاجية له مما انعكس بشكل سلبي على سمعة المنظمة عالمياً، وكذلك متغيرات السياسة العالمية، فمثلاً دول الاتحاد الأوروبي تأثرت، وهذا واضح من خلال تلويح بعض الدول بالانسحاب مثل إيطاليا لعدم توفير مساعدات طبية خلال الأزمة، كذلك ضعف المنظومات الصحية لدول عظمى في التعامل مع مثل هذه الأزمات الطارئة، وكذلك الفشل في التعامل مع الآثار السلبية اقتصادياً من إفلاس شركات كبرى وبطالة وانكماش اقتصادي كبير، إضافة إلى سوء الاستراتيجيات الإعلامية للتعامل مع الأزمة من بث الهلع والخوف والتخبطات الإعلامية بشكل كبير، ومدى ارتباطه أيضاً بلعبة المصالح الدولية وخدمة بعض الدول مثلاً في ظل قدرة الصين على مواجهة الأزمة بشكل إيجابي وعودتها سريعاً لتقوم بدور إنساني وطبي من توفير مساعدات للعديد من الدول المتضررة، وكذلك محاولاتها إيجاد عقار لهذا الفيروس في ظل غياب تام للقوى الكبرى.