قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير - في خطبة الجمعة - : يأخذنا الألم حين نرى من يسمع التعليمات الوقائية , والنشرات التوعوية , والأدلة الإرشادية , والخطط الاحترازية التي تصدر من الجهات الأمنية والصحية , بخصوص جائحة كورونا , فيصغي إليها بمسمع أصم , ويقابلها بالاستهتار وعدم المبالاة , ويصر على المخالفة والمعاندة , ويجني على نفسه ووالديه وأولاده وأهله ويجر البلوى والعدوى إلى قعر بيته , يفتح لها الأبواب , ويرفع عنها الحجاب , ويثبط الناس عن التحرز , ويشيع في الناس أن كورونا كذب وخداع , ويتعامى عن آلاف الموتى والمصابين. وأضاف : احذروا طيش الأحلام والأقلام والكلام وراجعوا العقول وتأملوا في الأفكار التي تروجونها والألفاظ التي تطلقونها والإيحاءات التي تشيعونها , واتقوا الله فيما تقولون ودعوا مالا تحسنون , ولا تخوضوا فيما لا تعلمون , ولا تحاربوا العلم بالجهل , ولا تردوا الحقائق بالسقط والترهات والأباطيل. وقال : لقد أظهرت الحوادث والأيام وجائحة كورونا حاجتنا في بناء الوعي في الأنجال والأجيال والنساء والرجال وكم رأينا عديدا من الدجاجلة والأفاكين الذين يستثمرون الجوائح في تحقيق المآرب الخبيثة والمطامع الحقيرة , فالخلي الدعي الذي لا علم له بالطب ولا أهلية تمكنه من البحث العلمي الدقيق , ولا أجهزة تخوله لإجراء التجارب , يدعي اكتشاف علاج كورونا , والمتطبب المتطفل المخادع يقدم الوصفات الشعبية لعلاج فيروس أعجز مراكز البحث في العالم. وتابع : الجشع البشع فاقد القيم والشيم يحتكر البضائع والكمامات والمطهرات والمعقمات حتى يتلاعب بالأسعار , والمزور الغاش المحتال يصنع الأدوية والمعقمات المغشوشة التي تضر الصحة وتسلب العافية , والمتعالم المغرور يتجاسر على الفتوى والاجتهاد في النوازل والمشكلات المتعلقة بكورونا , ويوجه الناس كيف يصلون ويصومون ويزكون ويتعبدون , وهو لا يملك الأهلية للاجتهاد والفتوى , ولا يثق بهؤلاء الأدعياء إلا فاقد الوعي والإدراك والعقل السليم , فاتقوا الله أيها المسلمون وكفوا وعفوا عن المشاين والمعايب والمقابح , فالقرآن والسنة بين أيديكم قد فاضا بالحكم والأحكام والقواعد والمواعظ والآداب التي هي سيدة العلوم ومنبع الفهوم وطريق العز المروم , فعوها وأذيعوها فبالوحي والوعي تكمن العقول والأحلام , وتنزاح الشكوك والأوهام وينجلي ديجور الظلام.