قدّم الجمهوريون في الكونغرس يوم الأربعاء مقترحاً سياسياً اعتماد حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران والمقربين منها، وصفها الجمهوريون بأنها "الأقسى في التاريخ" لتتضمن لأول مرة عقوبات موجهة لكيانات لبنانية وعراقية ويمنية وتحديداً جماعة الحوثي التي يقترح الجمهوريون تصنيفها كجماعة إرهابية في الولاياتالمتحدة. ولا تزال إدارة الرئيس ترمب ومعظم أعضاء الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة مستمرون بسياسة الضغوط القصوى على إيران، حيث يراها الحزب الجمهوري الحل الأمثل لجلب إيران إلى طاولة مفاوضات جدية وعادلة لشعوب المنطقة والعالم التي دفعت ثمن غالي بسبب السلوك الإرهابي لطهران والذي لم يتوقف على مر العقود. وتقترح الخطة التي أطلقها عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ويتفق معها عدد من الديمقراطيين بأن ترفع الولاياتالمتحدة من حدة العقوبات الموجهة ضد إيران وحلفائها بما في ذلك وقف المساعدات التي تمنحها الولاياتالمتحدة للحكومة اللبنانية ومعاقبة وزير الخارجية اللبناني السابق "جبران باسيل" ونبيه بري، زعيم حركة "أمل" بسبب علاقاتهم مع إيران وإنهاء كافة أشكال الإعفاءات التي منحتها أميركا للعراق، وتصنيف جماعة أنصار الله الحوثي كجماعة إرهابية. وقال الباحث الأميركي-الإيراني غسان قاسم نجاد من معهد الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن ل"الرياض" إن العقوبات الأميركية المشددة على طهران لا يقف أثرها عند حدود إيران وحسب بل تمتد لتؤذي الأنظمة والميليشيات التي تدعمها إيران، وهذا ما نراه يحدث في سورية، حيث كان نظام الأسد يقاوم العقوبات المنفردة على سورية حتى عهد ترمب الذي عاقب إيران ما أدى إلى انهيار قدرة النظام السوري على الصمود دون الدعم الإيراني. مضيفاً؛ حتى مع عدم سقوط نظام الأسد ومع استمرار الميليشيات المدعومة إيرانياً وإرهابها، فإن المدعومين إيرانياً سقطوا شعبياً حتى ضمن أقرب الداعمين والمؤيدين لهم في لبنان وسورية والعراق واليمن وهذا يمهّد لانهيار الفكرة التي قام عليها النظام الإيراني. وجاء المقترح بتشديد العقوبات على إيران كجزء من خطة أطلقها الجمهوريون تقترح معاقبة الصين وروسيا، من ضمنها عقوبات غير مسبوقة في شدتها على إيران، كما يحاول الجمهوريون في الكونغرس ضمان تمرير قانون يمنع أي إدارة قادمة من تمكين وزارتها للخارجية من رفع العقوبات على إيران دون أخذ موافقة الكونغرس. وقال مارك ووكر، عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية كارولاينا الشمالية أن إيران مسؤولية عن مصرع الآلاف من الأميركيين ويجب أن تأخذ الولاياتالمتحدة موقف جدي ومستدام من هذا، مشيراً إلى أن الأموال التي منحتها إدارة أوباما واي أموال تصل إلى النظام الإيراني تذهب مباشرة إلى الجماعات الإرهابية. ودعا ووكر إلى معاقبة إيران على استهدافها لمجمع السفارة الأميركية والقوات الأميركية في العراق، أو معاقبة العراق بعقوبات مكثفة تشمل الجهات الحكومية العراقية التي لم تتمكن من ردع إيران ونشاطاتها على أرض العراق. واتهم ووكر وزارة الخارجية التابعة لإدارة أوباما بأنها ألغت عقوبات كانت تستهدف إيران في الماضي لتعود إيران بعد ذلك إلى نشاطها الإرهابي والتصعيد من خلال إشعال الحروب في المنطقة، وتمويل جماعات إرهابية تستهدف الأمن القومي الأميركي مشدداً على أهمية سن تشريعات تمنع أي إدارة منتخبة قادمة من إلغاء العقوبات على إيران دون موافقة الكونغرس.