في عصر الثورة المعرفية وتقنية المعلومات تخضع عقول المؤثرين في المجتمع للخرافة، سواء كانوا مثقفين أو أساتذة جامعات أو إعلاميين، حتى المشاهير (المهم منهم والتافه) لم يسلموا من سيطرة الخرافة، وإذا كانت هذه هي حال المؤثرين فما هي حال عامة الناس؟ وما تبرير خضوعنا للخرافة إذا كنا نقضي نصف أعمارنا في التعليم! في المجتمعات النامية تسيطر الخرافة على العلم وتستخدمه في السيطرة والانتشار، ولا شك أن عدد قنوات الجهل والخرافة ومواقعها على الشبكة العنكبوتية بالإضافة لحسابات التواصل الاجتماعي التي تروج لها وتكرسها لا يُحصى مقارنة بعدد مثيلاتها من القنوات العلمية. المجتمعات التي فشلت في الصعود والمنافسة لم تلجأ للتفكير العلمي في تفسير فشلها بل لجأت للتفكير الخرافي الذي منحها جرعات مخدرة من الرضا عن الذات الفاشلة وسخط على الآخر المتفوق، حتى في مواجهة الأزمات سنجد الخرافة تتصدر الموقف ولعل أزمة فيروس كورونا أقرب مثال على التفسير الخرافي وعدم الرغبة في البحث العلمي. قبل قرابة الخمسين عاما من وقتنا الحاضر كانت كوريا الجنوبية أسوأ حالاً من اليمن والسودان اليوم، لكنها بالمعرفة وباستخدام العلم وأدواته حققت تنمية اقتصادية نقلت شعبها من الفقر للوفرة، هونداي، كيا، وسامسونغ، إل جي، السفن العملاقة، الدبابات، القطارات يتم تصديرها للعالم من كوريا المعجزة التي انحنى لها العالم إعجاباً.