شكل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية علامة فارقة على صعيد العمل الخيري بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي وجه كلمته للعالم معتبراً أنّ تأسيس المركز جاء «انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية». الرسالة ذاتها اختصرت أهداف وبرامج واستراتيجيات المركز، الذي أخذ على عاتقه التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية، بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم، حيث نفذ المركز العديد من البرامج والمبادرات الإنسانية بهدف إيصال المساعدات الإغاثية على الصعيد العالمي، واستفاد أكثر من 37 دولة حول العالم من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية التي قدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين. واستمراراً لنهج المملكة الإنساني ودورها المركزي في استقرار المنطقة، فقد كانت أولى مبادرات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- خلال الكلمة التأسيسية للمركز، التي خصص خلالها مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية للمركز، وأكثر من مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، موجهاً بإيلاء أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، إذ تصدرت المملكة قائمة الدول المانحة لليمن بمبلغ مليار و216 مليون دولار أميركي، وبما نسبته 31.3 % من إجمالي المساعدات خلال عام واحد، ظهرت بشكل مباشر في حالات الطوارئ من خلال تقديم مئات الآلاف من السلال الغذائية في محافظة تعز، وتوفير المساعدات الطبية والغذائية عن طريق الإسقاط الجوي للمحاصرين والعالقين. فعلى سبيل المثال لا الحصر، استطاع المركز تقديم الإغاثة السريعة لمتضرري إعصار تشابالا وميغ في جزيرة سقطرى، التي استفاد منها 34.469 شخصاً، كما نجح المركز في تهيئة جسر جوي لنقل 15 طائرة محملة بالمساعدات الإغاثية لعدن، استفاد منها 200 ألف شخص؛ كما استطاع مركز الملك سلمان وبالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمية تقديم مساعدات غذائية لجميع محافظات اليمن، واستفاد منها أكثر من مليون ونصف المليون يمني من جميع المحافظات اليمنية، بالإضافة للمشروع الرائد الذي تبناه المركز لإعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن، والذي بدأ من محافظة مأرب منذ سبتمبر 2017م، بهدف تقديم الدعم الاجتماعي لهؤلاء الأطفال وإلحاقهم بالمدارس وتأهيلهم نفسيا واجتماعياً، والتوعية المجتمعية بمخاطر تجنيد الأطفال التي تجرمها القوانين الدولية، بالإضافة لمشروع «لست وحدك» لحماية أسر الأيتام في اليمن، الذي ما زال يعمل من أجل تحسين سبل العيش وتنفيذ برامج التدريب الاقتصادي للمرأة المعيلة في محافظة تعز. دور المركز في أزمة كورونا وكشفت أزمة كورونا الرؤية الاستراتيجية والاستشرافية للمملكة ودورها التاريخي في العمل الإنساني، حيث جاء إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية امتداداً لهذه الرؤية، فقبل تفشي وباء كورونا المستجد، استفادت على الصعيد الدولي أكثر 30 دولة من المساعدات التي قدمها المركز في مجالات الصحة والبيئة، والأمن الغذائي، والمساعدات الطبية والتعافي المبكر. ومع اندلاع أزمة فيروس كورونا المستجد استحدث مركز الملك سلمان للإغاثة اللجنة المختصة المعنية بمكافحة فيروس كورونا لدى الدول المتضررة، وقام المركز بالعديد من المبادرات، وفي 9 أبريل الجاري وقع المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على المركز د. عبدالله الربيعة ستة عقود مع عدد من الشركات المتخصصة لتوفير الاحتياجات الضرورية من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمكافحة انتشار فيروس كورونا في اليمن وفلسطين للتخفيف من آثاره ومخاطرة على البلدين، وسبل تقديم المعونات الطبية اللازمة للعديد من الدول المتضررة من تفشي فيروس كورونا المستجد. وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وبالتعاون والتنسيق مع الأممالمتحدة ووكالاتها ومنظماتها لتحقيق كل ما فيه خير للبشرية، والتي تجسدت بتوجيهات خادم الحرمين بتقديم 10 ملايين دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية، استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته المنظمة لجميع الدول من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار الفيروس في الدول ذات الأنظمة الصحية الهشة والأكثر احتياجاً، حيث بلغت المساعدات السعودية المقدمة مليارًا و281 مليون دولار أميركي أي ما نسبته 5.5 % من إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة دولياً، ما وضع المملكة في المركز الأول عربياً والخامس عالمياً في مجال تقديم المساعدات الإنسانية بحسب حسب تصنيف منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة (FTS)، وهو ما يعكس تفوقاً دولياً للمملكة على الصعيد الإنساني، نتيجة اضطلاع مركز الملك سلمان بالأعمال الإنسانية، وبدعم وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولى عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وبما يعكس القيم الراسخة لقيادة المملكة وشعبها، النابعة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.