في ظل المتغيرات العالمية والتحديات المستقبلية ظهر نمط حديث من القيادة عام 1978م وهو (القيادة التحويلية) على يد Burns في كتابه "القيادة" وذلك للتمييز بين القائد التقليدي الذي يعتمد في علاقته مع مرؤوسيه على تبادل المنافع فيما بينهما.. والقائد الذي يعتمد على تكوين وصياغة رؤية مستقبلية للمنظمة بمشاركة وتفاعل مرؤوسيه والعمل معاً على تنفيذها وفق طابع مؤسسي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.. فزرع فيهم التطلعات والطموحات والتحدي الإيجابي ليحصد معهم بكل رضا وقناعة النتائج المرجوة للجهود المبذولة والآداء المتميز.. للوصول بالمنظمة لأعلى مستوى من التوقعات. القائد التحويلي شخص مُلهِم ومؤثر يحظى بمحبة وثقة وإعجاب واحترام وتقدير مرؤوسيه.. وهو في المقابل يسمو ويرتقي بهم ويحفزهم ويدعمهم ويتلمس احتياجاتهم الفردية والجماعية ويطور من مستوى ثقافتهم ومهاراتهم ويستثير فكرهم لاستخراج طاقاتهم الكامنة وما يكتنزونه في عقولهم من أفكار وإبداعات سعيا لتحويلهم من مرؤوسين عاديين إلى مرؤوسين من ذوي الإرادة والطموح والإبداع باعتبارهم أشخاص مميزين من وجهة نظره. القائد التحويلي لديه كريزما جاذبة .. فهو شخص ذكي وديناميكي لا يكل ولايمل .. ويحمل من صفات الشجاعة والمبادرة ما يجعله قادراً على تحمل الصعوبات في سبيل تحقيق المعجزات من خلال الاستغلال الأمثل للموارد والطاقات وفق المعطيات وما هو متاح من إمكانات .. فهو شخصية قيادية حصيفة واسعة الاطلاع وواعية بما حولها .. شخصية تتصف بمواصفات القائد القدوة في العمل الجاد الدؤوب .. لذلك فإن القائد التحويلي لا يؤمن بالركود والروتين بل يسعى للتجديد والتغيير والتطوير المستمرين لتحقيق الأهداف المنشودة بروح الفريق الواحد وبمستوى أداء وكفاءة وجودة عالية. القائد التحويلي يغرس في مرؤوسيه ومنظمته العديد من القيم الأخلاقية العادلة ويشجع على الديموقراطية ويسعى لتغيير ثقافة المنظمة باستمرار بعيداً عن شبح البيروقراطية والمركزية وذلك للتنافس على البقاء ولتكون منظمته في الطليعة دائماً. ولا أبالغ إن قلت أن سمو ولي العهد الأمين الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يعد في عصرنا الحاضر أفضل نموذج حقيقي للقائد التحويلي الذي استطاع وبكل جدارة واقتدار وفي فترة قياسية أن يُحلّق بشعبه إلى آفاق بعيدة من الأحلام الواقعية التي وعد سموه بتحقيقها وفق رؤية 2030 وأفصح لهم عنها في وقت سابق للانتقال بهم بإذن الله من حال حسن إلى حال أحسن وأرقى في كل المجالات بما يصب في مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء. وخلال الفترة الماضية لمس الشعب السعودي بكافة أطيافه تباشير رؤية سموه الطموحة فزاد إيمانهم وتعلقهم بها فتغير مستوى تفكيرهم واستنارت أفكارهم وارتقت تطلعاتهم وسمت آمالهم منتظرين بشغف وشوق تحقيق نتائجها وأهدافها المرسومة لها لتكون بلاد الحرمين الشريفين في مصافِ الدول المتقدمة وهذا يؤكد قناعة سموه بروعة شعبه وبعقليتهم وعزيمتهم وصمودهم اللامحدود والذي وصفه ب(جبل طويق) فكسب بذلك ثقتهم وتقديرهم ومحبتهم له.. أفلا يحق للشعب السعودي العظيم بعد كل ذلك أن يرفع رأسه شامخاً بين الأمم ويفخر بولاة أمره الكِرام ووطنه المعطاء؟. * عضو الجمعية السعودية للإدارة