تنتظر بلغاريا نتائج دراسات تجري لمعرفة ما إذا كان اللقاح الاعتيادي ضد مرض السل يمكن أن يحمي أيضا من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، على أمل أن يفتح ذلك فرصاً وأسواقاً جديدة لملايين الجرعات التي تنتجها كل سنة من هذا اللقاح. وتجري عدة دراسات عبر العالم، في أستراليا وجنوب إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، للتثبت من فرضية تمنح هذا اللقاح فعالية في الوقاية من فيروس كورونا. وأوضح مدير الأبحاث في معهد باستور في مدينة ليل الفرنسية في أبريل أننا نعرف منذ عشرات السنين أن لقاح «عصية كالميت غيران» له مفاعيل مفيدة غير محددة، ما يعني أنه يقي من أمراض أخرى غير مرض السل الذي طُوّر خصيصاً له. وهذه الفرضية تهم بلغاريا على صعيدين، فهي من أكبر مصنعي اللقاح ضد السل، كما أنها من الدول التي أبقت على التلقيح الإلزامي لجميع الرضع في حين تخلت العديد من البلدان عن ذلك مفضلة حصر التلقيح بشرائح معينة من الأطفال. وأكد أستاذ علم المناعة البلغاري بوغدان بيترونوف أن لقاح السل يولد تحفيزاً قوياً لجهاز المناعة، مشدداً على وجوب المراهنة على المناعة في انتظار التوصل إلى علاج أو لقاح ضد الفيروس الجديد. غير أن الأوساط العلمية لا تزال تلزم حذراً شديداً حيال إمكانية استخدام هذا اللقاح ضد كوفيد-19، وذكرت منظمة الصحة العالمية في 12 أبريل بعدم صدور أي دراسة تضمنت دليلاً على فاعليته ضد فيروس كورونا المستجد. لكن بلغاريا التي فرضت الحجر منذ منتصف مارس، تصر على أن اللقاح حصّن مواطنيها ضد وقع الوباء، إذ لم يسجل فيها سوى انتشار محدود للفيروس مع اقتصار الحصيلة على 2460 إصابة و133 وفاة حتى الآن. وفي ذات السياق، رفضت الصحة الجزائرية تعليق تطبيب مرضى كوفيد-19 بهيدروكسي كلوروكين، كما أوصت منظمة الصحة العالمية، الاثنين. وقال عضو اللجنة العلمية الجزائرية المكلفة بمتابعة تطور وانتشار الوباء في الجزائر، البروفيسور عبدالكريم طواهرية في تصريح ل «الرياض»: «الجزائر كانت من الدول السباقة، لاستخدام عقار هيدروكسي كلوروكين وهي ماضية في استعماله، لأنه أعطى نتائج جداً مرضية، وليس هناك ما يدعونا لتعليق العلاج به». وأكد طواهرية أن 95 % من المصابين الذين تم علاجهم بهذا العقار تم شفاؤهم، كما أن نسبة الوفيات تراجعت إلى 2.7 % مقارنة بالدول الأوروبية بصفة خاصة، وهذا مؤشر إيجابي جداً، لافتاً إلى أنه، حتى الوفيات المسجلة كانت لأشخاص متقدمين في السن، ووصلوا إلى المرافق الصحية في مراحل متقدمة من الإصابة بالفيروس، ومصابين بأمراض مزمنة. بدوره، أكد البروفيسور، رياض مهياوي أن كل غرف الإنعاش في الجزائر باتت شبه خالية من المرضى، منذ بداية استخدام هذا العلاج، ونتابع الأرقام يومياً وهي مطمئنة جداً، ولم نسجل أي حالة وفاة منذ استخدام هذا العقار في 23 مارس المنصرم. وتعتزم الجزائر، إضافة مكونات أخرى خاصة تلك التي تساعد في عملية التنفس وتزيد من سرعة تدفق كريات الدم نحو كل أعضاء الجسم. وتشدد اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوباء في الجزائر، والتي يرأسها وزير الصحة الجزائري، أنها تستخدم الكلوروكين تحت مراقبة طبية مشددة، واي أعراض جانبية خطيرة يتم إيقافه مباشرة، واستبداله بعلاج آخر. وبلغ إجمالي حالات الشفاء باستخدام هذا العقار في الجزائر، اكثر من 15 ألف متعافٍ.