تناقضات كثيرة يقوم بها الإنسان في تفاصيل حياته، تناقضات نخفيها وأخرى لا نستطيع أن نخفيها. تناقضات تدل على عدم التوازن العقلي والنفسي والعاطفي والاجتماعي، تناقضات في سلوكياتنا في أماكن دون الأخرى، تناقضات في التعامل مع الآخرين ومع النفس، تناقضات أحياناً تدعو إلى الاستغراب. الإنسان لا يستطيع أن يعيش حياته على وتيرة واحدة فتصبح رتيبة روتينية. حياتنا تضج بالتناقضات المقنعة وغير المقنعة. وحين تطرح عليهم السؤال لماذا أنت متناقض؟ يشيح برأسه ويقطب حاجبيه، التناقضات التي تأتي بسبب النضج وزيادة التجاربة، تناقضات تتماشى مع تغيرات واقع الحياة في كل مرحلة من عمر الإنسان. أنا لست إنساناً ملائكياً أعيش كماً كبيراً في التناقضات الاجتماعية التي تتماشى مع رغبتي في إظهار ذاتي، أليس هذا تناقضاً يدل على انفصام الشخصية أم هو من ضروريات الحياة. هناك تناقضات تقوم بها بعض النساء في حال ركوبهن الطائرات في إجازتهن السنوية، وهناك تناقض من بعض الأمهات اللاتي يمنعن بناتهن من لبس القصير وهُن يرتدينه. والزوج الذي يفرض على زوجته تغطية وجهها لكنه لا يمانع أن تخلعه بالخارج، وإنسان يتناول طعامه بصورة غريبة لكنه يتناوله بالإتيكيت، حين يكون في مطعم فاخر، هذا إنسان يتحدث عن التقشف وعدم الإسراف وهو من أكبر المسرفين. وهذا إنسان يتردد في دفع الزكاة إلى مستحقيها، لكنه يشتري ساعة رولكس بخمسين ألف ريال، وأخرى تترد في شراء ملابس لخادمتها بخمسين ريالاً وتشتريه لنفسها بعشرة آلاف. نحن بشر مبنيون على كل التناقضات. لكن، ما الجديد في كل هذا؟ من الصعب رفض التناقضات في حياتنا، فهي جزء لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا، الإنسان وفي كافة شرائح المجتمع ومهما بلغ من علم وثقافة وخبرة، لن يغير من تناقضاته مع الآخرين ومع محيطه، ربما يكون هذا جزءاً من تكوين التقلبات الشخصية. الجميع يرفضون التناقضات، لكنهم ينسون أنفسهم ويقومون بأدوار كثيرة تناقض ما يرفضون. الكثيرون يتساءلون لماذا البعض يتناقضون حين يتعاملون مع الآخرين؟ إنها المصلحة الشخصية. وفي الختام التناقضات في حياتنا كثيرة ومختلفة، حسب كل منطقة من مملكتنا الغالية، للأسف هناك تناقضات يقوم بها الكثير من الناس حين يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي، فهم في منتهى الذوق والأخلاق والقيم لكن تعاملهم على أرض الواقع مختلف، وكأن لهم وجوه وألسن كثيرة ومن ينكر الواقع لا يستطيع أن يُقيم ما يحدث. متناقضون بحسب مصالحهم! ويرفضون أنهم متناقضون. لن يتغير الإنسان من حالة التناقض مادام لا يراه تناقضاً.