تبدو كلمة فيروس غامضة ومبهمة خاصة عند الأطفال؛ ذلك أن الطفل لا يؤمن بشيء لا يرى بالعين المجردة، وإن كانت وسائل الإعلام والتقدم الطبي قد ساهما في نشر صورة للفيروس، طلبت من بعض الأمهات سؤال أطفالهن عن ماهية كورونا، وجاءتني إجابات متنوعة وإن كانت تتشابه. بالطبع معظم الأطفال تصور الوجود الفيزيائي للفيروس. كثير من الأطفال ذكر أن كورونا يمشي في الشارع، بل جزم البعض بأنه رآه، وأنه في حالة طلوعنا من البيت يمسكنا ويموتنا، وهنا فسر الأطفال لماذا نبقى في المنزل. ومن ناحية أخرى، فإن الشرطة الموجودة في الشوارع ستقبض عليه وتضعه في السجن، وبعدها سنتمكن من الخروج، وهذا تفسير لوجود الشرطة. كثير من الأطفال قال كورونا فيروس، ولكن عندما سألت عن معنى فيروس تعتريهم الحيرة، ولا يملكون أية إجابة لهذا السؤال. طبعاً إجابات الأطفال لا تخلو من الخلط وروح الفكاهة، أحد الأطفال قال: هو وحش كبير في الشارع، ولكن لو عطست قد يصيبني وأموت، وطفلة أخرى قالت إنه في الشارع، ولكن لا بد من غسل اليدين بالماء والصابون عشرين ثانية، وأن نلبس الكمامات حتى لا نموت. طفلة ذكرت لي أن فيروس كورونا مثل اللعبة المطاطية اللزجة التي تلصق بالجدار لو رميناها عليه، وقد تلتصق حتى في الإنسان، وطبعًا التشبيه باللعبة صحيح؛ لأن هناك لعبة بالشكل نفسه، وهذا تجسيد فيزيائي للفيروس، وطفلة تحدثت معها قالت لي إن كورونا موجود عندهم في البيت، وأحضرت لي اللعبة شبيهة شكل الفيروس. ملاحظة أخيرة، الأطفال الأكبر سنًا عبروا عن شعورهم بالوحدة وبعدم قدرتهم على رؤية أصدقائهم، وأن فيروس كورونا لا يراه إلا الله، وأن كورونا جاء من الصين؛ لأنهم يأكلون الخفافيش، بل بعض الأطفال أعطاني ترتيبًا للدول حسب عدد الإحصائيات بعدد الوفيات فيها، ولم تكن بعيدة كثيرًا عن الحقيقة، وذكر أن الوباء منتشر عندهم أكثر. في النهاية، يحتاج الأطفال لإجابة تناسب عقولهم الصغيرة، وإلا قد تنتابهم الحيرة والتساؤلات والخوف والقلق. لا تهملوا أطفالكم في هذه الفترة، واشرحوا لهم حقيقة المرض بطريقة سهلة وبسيطة.