منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، والقيادة ملتحمة بشعبها، تسعى لتحقيق رفاهه وأمنه واستقراره. وقد صبت التحولات التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة في دعم استقرارها، وتمكين القيادات الشابة ذات الرؤية الناهضة الساعية لتأسيس دولة قوية تتمتع بمقومات حضارية تنافسية، ومحافظة على ثوابتها وقيمها الأصيلة، وأصولها التاريخية، وثقلها الحضاري، وانطلاقتها الواعدة. ومن هذا المنطلق، كانت مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد قبل أكثر من ثلاث سنوات، وشهدت تلك السنوات تغيرات وتطورات كثيرة في المجتمع السعودي، صحبتها كثير من الإجراءات الشجاعة، والانفتاحات الواعدة، التي ترجمت معظمها في خطط المملكة وإستراتيجياتها في رؤية 2030. لقد شهدت الأعوام القليلة الماضية إنجازات متوالية لولي العهد عززت من مكانة المملكة عالميا، كما قدمت حزما إصلاحية في شتى المجالات: الاقتصادية والثقافية والسياحية، كما تضمنت الإصلاحات هيكلة القطاع الحكومي بصورة جعلته أكثر تطورا ومرونة، وجعلت إجراءاته أكثر يسرا. وحين عصفت بمجتمعنا أزمات شتى وتحديات كبيرة، كانت متابعات سموه وتوجيهاته الرشيدة كفيلة بتخطي العقبات والصمود أمام التحديات، وتعزيز أمن الوطن والمواطن. ففي ظل الأزمة الأخيرة التي اجتاح فيها وباء كورونا دول العالم، كانت المملكة في صدارة الدول التي وضعت صحة الإنسان على رأس أولوياتها، فاتخذت التدابير الاحترازية اللازمة، ومتابعة سموه الحثيثة للتخفيف من أثر تلك الجائحة، رغم آثارها الاقتصادية المؤلمة. لقد شهدت تلك الأعوام الماضية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الأمين جهودا حثيثة في مكافحة الإرهاب، وانطلاقات واعدة في برامج جودة الحياة، وانطلاقات لمشروعات عالمية واعدة، مثل مشروع " نيوم" الواعد في تنشيط القطاع السياحي. كما شهدت تلك الأعوام تدشين برامج تنموية تؤسس لبيئة محفزة للاستثمارات العالمية، مطورة لمنظومتها الاقتصادية، معززة لدور الإنسان السعودي باعتباره ركيزة التنمية. إن منجزات صاحب السمو ولي العهد من أول بيعته، وحتى يومنا، منجزات عديدة، وصعب أن تحيطها السطور. وإننا بهذه المناسبة نجدد البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، والعضد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه- وفي تجديد بيعتنا تجديد للمحبة والتلاحم مع قياداتنا الشابة التي تدفع بمملكتنا نحو مزيد من الرفعة والازدهار. بارك الله في مليكنا وحفظه، ورعى ولي عهده الأمين، وحفظ الأمة من كل مكروه وسوء.